في أعقاب الزيادة في أسعار المواد الأساسية والحروقات، وتصدر هاشتاغ "أخنوش إرحل" خرج "عدو الأمس وصديق اليوم" وإن على الأقل في التصريحات، عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يتصدى للهشتاغ والمطالب التي أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش طيلة الأسبوع الماضي، مطالبا بالكف عنها وأن جهات تقف ورائها. وأكد بنكيران خلال كلمة له بمناسبة الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للحزب بمدينة بوزنيقة، رفضه المطلق للحملة المطالبة برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قائلا "لما رأى هذه الحملة تبادر إلى ذهنه أنه هناك جهات تقف وراء ذلك، وتحرض على المطالبة برحيل أخنوش ودعوة الناس للخروج الشارع".
ونبه أمين عام البيجيدي الى أن هذه الحملة التي تستهدف أخنوش" ربما تكون تصفية للحسابات أو مؤامرات، مؤكدا أنه لا يرغب أن تتحول الحرية التي يتمتع بها المغاربة طيلة ستين سنة إلى مايقغع حاليا ببعض الدول العربية، قائلا "أنا ما بغيت هذا الشي يوقع في بلادي".
وقاله بنكيران إنه "لا يمكن المطالبة برحيل أخنوش بعد 5 أشهر من عمر الحكومة"، و تساءل ما هي الاشارة التي نريد أن نعطيها كدولة مستقرة؟ قبل أن يضيف "طبعا إذا تبين بعد مدة على الأقل بعد مرور سنة أن أخنوش فشل وعجز عن تدبير الشأن العام وتسبب في مشاكل كبرى على غرار ما وقع في 2011 ساعتها كما كان الملك واعيا في انتخابات التي جرت قبل موعدها فإنه يمكنه أن يعلن عن تنظيم انتخابات جديدة".
ورفض بنكيران، "المزايدة بالشعب"، وقال: "من أراد أن يزايد عليه بذلك من أبناء العدالة والتنمية فله أن يخرج إلى الشارع للتعبير عن ذلك"، مشددا على أن هذا الموقف تبلور لديه نتيجة تفكير عميق واجتهاد، وإذا لم يعجب ذلك أعضاء العدالة والتنمية فإنه مستعد ليتركهم".
أول رئيس للحكومة بعد ستور 2011 يبرز أنه "لن يتم تغيير أخنوش بشخصية أخرى من داخل التجمع الوطني للأحرار، بل ينبغي حينها أن تعاد الانتخابات في الوقت المناسب، لأن هذه هي الديمقراطية"، مسجلا أنه "عندما تعاد الانتخابات فإن العدالة والتنمية سيقبل بالوضعية التي سيحصل عليها سواء حل في المرتبة الأولى أو جاء ثانيا أو حتى في المرتبة الأخيرة، لأنه الحزب لا يكون موجودا بعدد النواب الذين يتوفر عليهم.
"لا يمكن أن شخصا جمعتك به علاقة طيلة خمس سنوات من العمل الحكومي، وربطت معه أيضا علاقات انسانية أن تغير موقفك منه بين عشية وضحاها"، يضيف بنكيران، مشيرا إلى أنه هو من اقترح أن يكون معه وزيرا للفلاحة خلال الحكومة التي ترأسها، لأنه "كان مقتنعا أنه وزير جيد".
واعتبر أن له مواقف من عزيز أخنوش وعبر عليها في كثير من المناسبات، مؤكدا أن انتقاده لترشح أخنوش خلال انتخابات الثامن من شتنبر كانت تصب في وقتها لمصلحة المغرب ومصلحة أخنوش نفسه.
ورغم أخطاءه يشدد رئيس الحكومة السابق أن أخنوش رجل"ناجح"، "لا يمكن أن يظل على رأس قطاع الفلاحة دون أن يكون وزيرا ناجحا"، "لهذا لا أتفق مع الناس الذي يطالبون برحيل عزيز اخنوش"، واستدرك "طبعا هناك غلاء في الاسعار ونعرف بأنه له أسباب خارجة عن إرادة الحكومة، وكذلك بعض التقصير من الحكومة التي يتعين عليها أن تتخذ اجراءات للحد من ارتفاع الأسعار"، ولا يمكن إلا تُلام الحكومة على ذلك.
ووفق حديث بنكيران "ربما المستقبل سيكون أصعب من ذلك، ولكن لا يمكن أن نأتي لحكومة المملكة المغربية التي لم تشهد أي ارتباك منذ أن اعتلى الملك محمد السادس العرش، باستناء ولاية عباس الفاسي بفعل السياق المرتبط الحراك العربي.