يعود ملف البكالوريس إلىى الواجهة من جديد، ليشتد حبل "اللاتوافق" بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وطلبة البكالوريس مسلك علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا وتطبيقاتها بكلية الاداب والعلوم الانسانية عين الشق الدارالبيضاء، بعدما رفضوا ما قررته الحكومة من تراجع في اعتماد نظام البكالوريس وإعلانهم التشبث بحماية النظام كما هو في المضمون والشكل البيداغوجي. واعتبر الطلبة أن الوزارة الوصية أخلت بالتزامها التعاقدي الذي انخرط فيه الطلبة، مهددين باللجوء إلى المسطرة القضائية لحفظ حقهم، بعد استنفاد الحلول الودية، خاصة وأنهم وجهوا رسالة إلأى عميد الكلية ومسؤولي الجامعة والوزارة من أجل حلحلة الملف وتحصين مكاسب البكالوريس.
المجازفة بتوقيف نظام البكالوريس و"تحويله تعسفيا إلى مسلك إجازة، يزيد من مصير مبهم للطلبة على المستويين الاداري والبيداغوجي والعبث بمصالحم في سياق حسابات لا تخصهم"، هكذا وصف الطلبة قرار الوزارة.
ولم يقتنع طلبة مسلك علوم الاجتماع والأنثروبوجيا، وفق رسالة اطلعت "الأيام 24" على مضامينها، بميزات البكالوريوس التي من بينها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر "الحد من الهدر الجامعي والرفع من نسبة الإشهاد، وتحسين قابلية التشغيل ورفع مستوى تنافسية الطلبة وطنيا ودوليا ِمن خلال تمكينهم من اللغات والكفايات الحياتية ومن الدبلوم الجامعي الأول الأكثر تداولا عالميا.ثم كون الهندسة البيداغوجية الدقيقة والمرنة في نفس الآن لنظام البكالوريوس ووتيرتها المتدرجة أكثر تأقلما من نظام الإجازة مع مصلحة النمو التربوي والمهني لشريحة أوسع من الطلبة المغاربة".
وقوبل قرار تطبيق نظام دراسي جديد متمثل في نظام البكالوريس في عشر جامعات مغربية، بشكل تجريبي، منذ أكتوبر الماضي، بجدل كبير وتساؤلات حول مستقبل الطلبة الذين بدأوا الدراسة وفق آلياته، قبل أن تتجه الوزارة نحو إلغاء العمل بنظام البكالوريوس في الجامعات والعودة إلى نظام الإجازة، وهو ما خلق علامات استفهام حول أسباب فشل هذا النظام الذي لم يستوفي بعد موسما جامعيا واحدا.
وكشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في وقت سابق أن نظام البكالوريوس "يفتقد إلى تصور يكشف الرؤية والغاية من إقراره بصيغته الحالية في الجامعات». وذكر المجلس، أن النظام الدراسي الجديد، الذي بدأ تطبيقه على نحو 23500 طالب، ينطوي على تكلفة مادية لسنة إضافية، بالإضافة إلى الإشكالات في برامج التكوين العلمي. وانتهى المجلس إلى التوصية بمراجعة النظام الدراسي الجديد".