تشرع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ابتداء من يوم الاثنين 13 شتنبر الجاري، في تجريب مشروع بيداغوجي جديد يحمل إسم "البكالوريوس" الذي يجري العمل به في الدول الأنحلوساكسونية برسم الموسم الدراسي الجامعي "2021/2022″، والذي يستهدف حاملي شواهد الباكلوريا، للرفع من المردودية الداخلية خاصة بمؤسسات الولوج المفتوح للحد من الهدر المدرسي، وكذا الرفع أيضا من نسبة الإشهاد، إلى جانب تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلبة لتمكينهم من اللغات والكفايات الحياتية والذاتية، وتنمية الثقافة العامة لديهم، فضلا عن تحسين الحركة الدولية للطلبة، وتشجيع انفتاح واستقلالية الطلبة بجعلهم فاعلين في تعلماتهم. واعتمدت الوزارة المشروع الجديد، وفق ما حصل عليه موقع "لكم" من وثائق، والذي تصفه الوزارة بأنه "جامعة متجددة من أجل طالب منفتح فاعل في تعلماته ومساره"، لتجاوز النقائص المرصودة في إطار تقييم النظام الجامعي الحالي من قبل المؤسسات المغربية والدولية من جهة، ومن جهة ثانية تسهيل حركية الطلبة المغاربة دوليا، واكتساب القدرات المعرفية والذاتية والحياتية، وتقوية تعلمهم للغات الأجنبية وتكنولوجيات التواصل. ويتأسس "نظام البكالوريس Bachelor نظام دراسي جديد في أربع سنوات حتى سلك الإجازة بدل من ثلاث سنوات المعتمدة حاليا (إجازة، ماستر، دكتوراه). كما سيعتمد في جميع المسالك والشعب العلمية والتقنية والقانونية والاقتصادية والأدبية، بهدف الاستجابة لمتطلبات المجتمع وسوق الشغل وآلية للارتقاء بمهارات الطالب المغربي. وبينت معطيات رسمية، وفق مصدر موقع "لكم"، أن 280.00 خريج جديد بسوق الشغل كل سنة بالمغرب "التعليم العالي والتكوين المهني"، يمثلون 7 نقاط من الناتج الداخلي الإجمالي لإدماجهم (PIB)، ما ينتج عنه الحاجة إلى العمل على جودة تكوين الخريجين الذين يصلون إلى سوق الشغل، وكذا جودة التكوين وجودة الملف الشخصي (Profil). ويأتي المشروع البيداغوجي الجديد، المجرب في بعض المؤسسات الجامعية المغربية، لأجل "إرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي بهندسة بيداغوجية جديدة". وهو ما يتوافق مع تقارير المجلس الأعلى للحسابات، والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والقانون الإطار للتربية والتكوين والبحث العلمي 17-51 من المادة 12، وتوصيات اليوم الوطني للإصلاح البيداغوجي المنعقد بمراكش يومي 2 و3 أكتوبر 2020″. يتوافق ذلك مع "التقارير الدولية المنجزة من طرف البنك الدولي، التي دعت إلى تطوير التكوين الجامعي في بلادنا، ما يتوافق مع التقارير المنجزة من طرف الجامعات حول خلاصات المشاورات الخاصة بإصلاح المنظومة البيداغوجية، واجتماعات لجان رؤساء الجامعات ورؤساء المؤسسات الجامعية وأساتذة التعليم العالي، التي قامت بتقييم للنظام الجامعي القديم (إجازة ماستر دكتوراه) ورصدت به عددا من النقائص"، وفق المصدر ذاته. محتويات الباكلوريوس يعتمد على سنة تأسيسية من خلال إرساء نظام توجيه نشيط، وادماج الكفايات الحياتية والذاتية بالهندسة البيداغوجية، وكذا التعلم والتمكن من اللغات الأجنبية وإدراج نظام الإشهاد في هذه اللغات. كما يتوخى تشجيع العمل الشخصي للطالب، وتنمية تعزيز قدراته الرقمية ، والانفتاح على حقول معرفية أخرى، ووضع نظام الأرصدة القياسية للمحافظة على المكتسبات. ويتميز المشروع البيداغوجي الجديد بتمكين ضمان انتقال سلس للطالب من مرحلة التعليم الثانوي إلى مرحلة التعليم العالي، والاستجابة إلى مستلزمات النجاح الجامعي، وتوجيه أمثل في اختيار مسالك التكوين لترسيخ قناعة الطالب في المسار الذي يتم اختياره أو إعادة التوجيه، فضلا عن نطاق غني بوحدات متنوعة، ستمكن الطلبة من وحدات معرفية لتقوية المستوى المعرفي في المواد الأساسية، ووحدات للانفتاح لاكتشاف حقول معرفية أخرى، وكذا تنمية وتطوير رصيدهم الثقافي والقيمي، ووحدات في الكفايات الحياتية والذاتية لتمكينهم من التأقلم مع طرق العمل الجامعي، وأيضا وحدات اللغات الأجنبية لتأهيلهم قصد الحصول على الاشهاد. مزايا البكالوريوس ومما يميز الباكلوريوس، بحسب الوزارة، "تعزيز الحرية الأكاديمية للطالب لتأكيد التكوين المناسب له بطرق تكوين متنوعة، تتوزع بين الحضوري وعن بعد وبالتناوب، وفق بيداغوجية مبتكرة في إطار الحركية الدولية لتجويد ومهننة مسالك التكوين. وتكون مدة التكوين قابلة للتكييف ومشروع مؤطر وأرصدة قياسية إضافية وطرق تقييم مثلى. كما يسمح نظام التوجيه الجديد بفتح إمكانيات أكبر لمد الجسور بين المسالك مؤسسات التعليم العالي الجامعي وبينها وبين باقي مكونات منظومة التكوين لما بعد الباكالوريا. وبخصوص اللغات الأجنبية سيمكن من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، وأداة ضرورية لتعزيز قابلية التشغيل والحركية الدولية للطالب، والتعلم عبر منصات بالمراكز الجامعية للغات بتأطير من أساتذة متخصصين في وحدات اللغات لتأهيل الطالب لغويا وتواصليا، إضافة إلى نظام الاشهاد الذي يعتبر جوازا لتشغيل الطالب من خلال الاشهاد الاختياري والموصى به والاشهاد الأساسي. هندسة بيداغوجية ونظام أرصدة وبحسب الوزارة، فإن العمل بنظام "البكالوريوس" الجديد هو انتقال المغرب في نظامه التعليمي الجامعي من النظام الحالي إلى نظام تعتمده العديد من الأنظمة الناطقة بالإنجليزية في مسالكها التعليمية، في مسار يمتد لأربع سنوات من الدراسة بعد شهادة الباكالوريا. وستمكن الهندسة البيداغوجية للنظام، الطلبة من 70 في المائة من المكونات المعرفية، منها 26 وحدة معرفية ووحدتان مخصصتان للمشروع المؤطر، ووحدات للانفتاح المتخصص ووحدتان للانفتاح العام، ومن 30 في المائة من المكونات التكميلية، منها 8 وحدات في الكفايات الحياتية والذاتية و6 وحدات في اللغات الأجنبية. وستكون السنة الأولى من نظام البكالوريوس تمهيدية، وسيتم التركيز فيها على مواد التواصل، والتفتح وستكون سنة توجيهية بامتياز، كما أنه ليس من الضروري أن يقضي الطالب أربع سنوات ليحصل على شهادة البكالوريوس، بل ستكون هناك مرونة ستمكن بعض الطلبة القادرين على الحصول على الدبلوم في ثلاث سنوات فقط. فالسنة الأولى: سنة تأسيسية، بفصل أول يتضمن 52 وحدة معرفية، ووحدتين للانفتاح العام، و12 وحدة في اللغات الأجنبية، ويسمى الفصل الأول Study SK، والفصل الثاني من السنة الأولى سيطلق عليه نفس تسمية الفصل الأول، وسيتضمن نفس المنهاج والكم والتنويع في الوحدات الملقنة للطلاب. أما السنة الثانية، فيطلق عليها الجذع المشترك، ويطلق على فصليها الثالث والرابع اسم Life SK ، وسيتضمن كل صل 78 وحدة معرفية، و4 وحدات للانفتاح المتخصص، و6 وحدات في اللغات الأجنبية. وبخصوص السنة الثالثة، التي تعتبر سنة التخصص، تضم فصلان خامسا وسادسا يطلق عليهما اسم Civic SK، ويضم كل واحد منهما 104 وحدة معرفية، و4 وحدات للانفتاح والتخصص. أما السنة الرابعة، فستكون الفصل السابع والثامن اللذان يطلق عليهما اسم Professional SK، يرتكز كل فصل على 104 وحدة معرفية، ويضم كل منهما وحدتين خاصتين بالمشروع المؤطر، خلافا للسنة الثالثة من الجامعة. وبخصوص الأرصدة القياسية، فسيمكن النظام الطالب من 240 رصيدا قياسيا لسلك الباكالوريوس، مكونة من 30 رصيدا قياسيا لكل فصل و60 رصيدا قياسيا لكل سنة.