أعلن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، الأسبوع الماضي، أن نظام البكالوريوس الذي سيحل محل نظام الإجازة سيدخل فعليا حيز التنفيذ ابتداء من مطلع الموسم الجامعي المقبل، وهو النظام الذي يحمل عددا من المتغيرات أبرزها تمديد مدة الحصول على الشهادة إلى 4 سنوات بدل 3 سنوات المعمول بها منذ الإصلاح الجامعي سنة 2004. لماذا البكالوريوس؟ ترجع الوزارة الوصية سبب اعتمادها للنظام الجديد إلى المادة 31 من الدستور التي جاء فيها التأكيد على “ضرورة إرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي (هندسة بيداغوجية جديدة)”، وإلى عدة عوامل أخرى منها “حاجيات الاتحاد العام لمقاولات المغرب”، و”التقارير الدولية المنجزة من طرف: البنك الدولي، OCDE، PNUD…”، وذلك وقف ما أكده عرض للوزارة حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه. وتقول الوزارة في عرضها أن البكالوريوس يهدف إلى “الرفع من المردودية الداخلية خاصة بمؤسسات الولوج المفتوح”، وذلك عبر “الحد من الهدر الجامعي ورفع مستوى الإشهاد”، ويهدف كذلك إلى “تحسين قابلية التشغيل وتحسين روح المنافسة لدى الطلبة”، و”تحسين الحركية الدولية للطلبة”، إضافة إلى “تشجيع انفتاح واستقلالية الطلبة بجعلهم فاعلين في تعلماتهم”. أهم المستجدات من أهم المستجدات التي جاء بها النظام الجديد إضافة سنة رابعة إلى سنوات الإجازة الثلاثة، وتعديل الهندسة البيداغوجية عبر السنوات، بجعل السنة الأولى من التعليم الجامعي “سنة تأسيسية”، “ووضع نظام أرصدة قياسية للحفاظ على المكتسبات”، وكذا “إدراج نظام إشهاد في بالخصوص في اللغات الأجنبية”، إضافة إلى “إدماج الكفايات الذاتية والحياتية بالهندسة البيداغوجية”. السنة الأولى من نظام البكالوريوس تعد سنة تأسيسية، مكونة من فصلين شأنها شأن باقي السنوات، ويتم تلقين الطالب في كل فصل منها وحدتين معرفتين فقط، ووحدة تخص “الانفتاح العام”، إضافة إلى وحدتين في اللغات الأجنبية، ووحدة واحدة في الكفايات الحياتية والذاتية، وهو ما يعني تدريس 6 وحدات في كل فصل. أما السنة الثانية من نظام البكالوريوس فتعد “جذعا مشتركا”، ويتكون كل فصل منها من 3 وحدات معرفية، ووحدة واحدة في الانفتاح المتخصص، إضافة إلى وحدة في اللغات الأجنبية ووحدة ي الكفايات الحياتية والذاتية. أما السنة الثالثة التي سميت ب”سنة التخصص”، فيتم رفع عدد الوحدات المعرفية في الفصل الواحد خلالها إلى 4 وحدات، مصحوبة بوحدة واحدة في الانفتاح المتخصص، وواحدة في الكفايات الحياتية والذاتية. السنة الأخيرة من النظام الجديد أسمتها الوزارة ب”تعميق التخصص”، وتضم 4 وحدات معرفية في كل فصل إضافة إلى وحدة في “المشروع المؤطر” وهو ما يعادل في النظام الحالي “بحث التخرج”، مع الاحتفاظ بوحدة واحدة في الكفايات الحياتية والذاتية تخصص للجانب المهني.
نظام أرصدة
مدة تكوين “قابلة للتكييف” عرض وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أفاد أن مدة التكوين في نظام البكالوريوس “قابلة للتكييف”، موضحا وجود “إمكانية الحصول على الشهادة خلال مدة قد تقل عن 4 سنوات، وذلك حسب قدرة وإمكانية الطالب لتحصيل جميع الأرصدة القياسية الضرورية”. وأبرز أن هذا ممكن عبر الدورات الصيفية تنظم للغات، وللمهارت الذاتية والحياتية، وللمشروع المؤطر. كما أوضح أن طرق التعليم متنوعة وتضم التعلم الحضوري، والتعليم عن بعد، وبالتناوب، وكذا بيداغوجية مبتكرة أو في إطار الحركية الدولية، لتجويد ومهننة مسالك التكوين. تعديل نظام التقييم كما أشار إلى أن طرق التقييم ستعرف هي الأخرى تعديلا، حيث سيتم تعميم الاقتصار على تنظيم الدورات الاستداركية وعقد المداولات نهاية السنة بدل نهاية كل فصل، بكل المؤسسات الجامعية (يعمل بهذا النظام في العديد من المؤسسات ذات الولوج المحدود)، من أجل الحد من هدر الزمن الجامعي. فرص إشهاد جديدة البكالوريوس يأتي بنظام جديد للإشهاد، حيث يمكن الطلبة من الحصول على شواهد في عدة مجالات سواء خلال مرحلة الدراسة أو بعد التخرج، وتضم ثلاثة مستويات، أطلق على الأول اسم “الإشهاد الأساسي ويتعلق باللغات الأجنبية والأدوات الأساسية في المعلوميات، والمقاولاتية، وكذا المهارات الذاتية والحياتية، فيما سمي المستوى الثاني ب”موصى به”، ويتعلق أساسا بمجالات مهنية، أما المستوى الثالث المسمى “الإشهاد الاختياري” يهم “الإشهاد التخصصي للتنمية وكفايات الطالب الذاتية”.
مرحلة انتقالية النظام الجديد سيكون ساري المفعول ابتداء من مطلع السنة المقبلة، ويطبق على المسجلين الجدد بالمؤسسات الجامعية فقط، أما الطلبة الحاليين سيتابعون دراستهم في سلك الإجازة وفق النظام القديم إلى غاية حصولهم على شهادة الإجازة. هذا ولم يذكر العرض المذكور أي أجل نهائي من أجل إتمام العمل بنظام الإجازة بالنسبة للطلبة الحاليين، أو حالات تنتقل من النظام الحالي إلى نظام البكالوريوس واكتفى بعبارة “إلى غاية الحصول على شهادة الإجازة”. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة