قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العليم بدءا من الموسم الجامعي المقبل 21/22 الشروع في إرساء نظام إصلاحي بيداغوجي جديد يحمل عنوان "الباكلوريوس"، على خلفية ما أسمته الوزارة "الضغط المتزايد على التعليم العالي، خصوصا بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، وضعف المستوى المعرفي واللغوي، وكذا غياب نظام ناجع للتوجيه، وعدم مواءمة التكوينات مع متطلبات سوق الشغل، وسط هيمنة الطابع الأكاديمي وتقادم العديد من المسالك بسلك الإجازة". وبحسب المعطيات التي حصل عليها موقع "لكم" في عرض قدم للمسؤولين الجامعيين بالمغرب، فعلى مستوى المردودية الداخلية، فإن نسبة الهدر الجامعي مرتفعة، حيث تصل إلى 4.2 في المائة، ومتوسط عدد سنوات الحصول على الإجازة يتراوح ما بين 4.5 و 5 سنوات. كما أن تكلفة التسيير الإضافية تصل إلى 3746 مليون درهم. أما المردودية الخارجية، فتؤكد أن 25 في المائة هي نسبة خريجي المؤسسات ذات الولوج المفتوح. ويروم الباكلوريوس "تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية وتطوير القدرات الرقمية، وفي الآن نفسه تجويد المردودية الداخلية والحد من الهدر المدرسي، خاصة بمؤسسات الولوج المفتوح، وكذا تمكين الطلبة من اللغات والثقافة العامة والمهارات الحياتية والذاتية". كما يهدف المشروع إلى "انفتاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب على النماذج الدولية، وتحسين الحركية الدولية للطلب، مع منحهم إمكانية إتمام الدراسة بالخارج باعتبار الباكلوريوس الدبلوم الأكثر تداولا بالعالم، مع تشجيع انفتاح واستقلالية الطلبة بجعلهم فاعلين في تعلماتهم". طرق بيداغوجية جديدة ومن بين ما حرص مشروع "الباكلوريوس" الترويج له، كونه سيبرمج سنة تأسيسية من أجل ضمان انتقال سلس للطلبة من مرحلة الثانوي إلى مرحلة التعليم الجامعي، إَضافة إلى برمجة الوحدات المعرفية، ووحدات في اللغات ووحدات في الكفايات الحياتية والذاتية ووحدات للانفتاح". كما سيعتمد "طرقا بيداغوجية متنوعة، ويدرج نظام الإشهاد في اللغات والمعلوميات، وسيعزز استعمال الرقمنة كوسيلة للتعلم، وفي الآن نفسه يمنح للطلاب فرصة التوجيه وإعادة التوجيه". وسيؤمن المشروع الجديد من "ملحق الباكلوريوس من رؤية واضحة للشهادة". دفتر ضوابط بيداغوجية وطني للتنزيل وبحسب دفتر الضوابط البيداغوجية، فإن المشروع الجديد سيعتمد نظام الأرصدة القياسية الذي يمكن من ترصيد الوحدات المكتسبة، واعتماد طرق تدريس جديدة ومتنوعة، وإرساء ملحق الدبلوم من أجل رؤية واضحة للتكوين". وسيتم تنزيل نظام الباكلوريوس عبر آليات مواكبة من قبيل "إمكانية الحصول على الشهادة في مدة تقل عن أربع سنوات، والاعتماد على التدريس بالكفايات، مع المحافظة على المكتسبات المحققة في سلك الاجازة، وكذا تشجيع العمل الشخصي للطالب، وتعزيز دور الشعب في إعداد وتأطير وتدبير مسالك التكوين". كما سيتم اعتماد "دورات استثنائية، وأخرى استدراكية نهاية السنة، مع أرصدة قياسية إضافية"، وفق دفتر الضوابط البيداغوجية. ويعتمد في ذلك على ثلاث حقول معرفية. أولها العلوم والتقنيات، وثانيها العلوم القانونية والاقتصادية والتدبير، وثالثها اللغات والآداب والفنون والعلوم الإنسانية. ويضم كل حقل معرفي مجموعة من المجالات. من قبيل أن حقل العلوم والتقنيات نجد مجالات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والجيولوجيا وغيره.