مع اقتراب مغادرة امحند العنصر كرسي الكاتب الوطني لحزب الحركة الشعبية الذي شغله منذ العام 1986، بعدما كلف بتسيير الأمانة العامة بعد إزاحة الكاتب العام السابق للحركة المحجوبي أحرضان، تتسارع التحركات والخطوات داخل الحزب بما فيها تشكيل توافقات وتوازنات قبل انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني التي تنتهي بإعلان قيادة جديدة. وفي خضم مساعي السباق نحو خلافة "العنصر" على الأمانة العامة، تم شهر دجنبر الماضي تشكيل تيار «التغيير» داخل حزب «السنبلة»، يضم قياديين بارزين بالمكتب السياسي، لهم امتدادات تنظيمية ويشكلون قوة انتخابية بالمناطق التي يمثلونها، ضمنهم وزراء سابقون، على غرار إدريس مرون، لحسن السكوري، نزهة بوشارب ومحمد مبديع، بالإضافة إلى رئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين، امبارك السباعي، ورئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إدريس السنتيسي، ونائب رئيس مجلس المستشارين، المهدي عثمون، ورئيس لجنة التعليم بالمجلس نفسه، مولاي عبد الرحمان الإدريسي، والنائب البرلماني، عادل السباعي، والبرلماني السابق، بناصر أزوكاغ، الذي كان يعتبر أحد أبرز الداعمين للقيادية حليمة العسالي، في الاستحقاقات الانتخابية التي خاضتها بإقليم خنيفرة، وبجهة بني ملالخنيفرة.
ويطرح اسم محمد أوزين كأحد أبرز الوجوه المنافسة على كرسي الزعامة، رغم أن الأخير لايحظى بإجماع أغلب القيادين داخل الحركة، وفي مقدمتهم حركة "التغيير" التي قدم أعضائها شكايات للعنصر حول بعض السلوكات التي تدفع في اتجاه، تنصيب أوزين، على رأس قيادة الحزب.
وأثار حضور محمد أوزين إلى جانب امحند العنصر أشغال المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة سيدي قاسم الكثير من الجدل، إذ اعتبر كثيرون ذلك حملة انتخابية سابقة لأونها ودعما مسبقا يحظى به أوزين، مايقطع بحسبه الطريق أمام بروز أسماء جديدة قادرة على "إحياء الحزب من جديد وبث الروح في شرايينه الميتة".
وحمل كثيرون من داخل الحركة المسؤولية للكاتب الوطني الحالي في التسويق لاشارة سوداء تسبق المؤتمر، الذي اعتبروه "سيد نفسه" من خلاله يتم انتخاب الأجدر بقيادة دفة الحزب في الولاية المقبلة.
وكان محمد أوزين قد أعلن سابقا تجميد عضويته بالمكتب السياسي للحزب، قبل أن يعترف بما يعيشه الحزب من لحظات دقيقة تتطلب وقفة جادة لتجاوزها، كاشفا خلفيات تجميد عضويته في المكتب السياسي للحزب مدة أسابيع، معتبرا أن هدفه هو "الإصلاح من داخل المؤسسة، وذلك بتعاقد جديد داخل الحركة التي عاشت صراعات خاوْيةْ"، فالحزب بحسبه يتطلب اليوم تغييرا كبيرا في السلوك".
يشار أن المؤتمر الوطني لحزب الحركة الشعبية، من المنتظر عقده شهر يونيو المقبل، سيتم خلاله تجديد أعضاء المكتب السياسي وانتخاب كاتب وطني جديد خلفا لمحند العنصر الذي شغل منصب الكاتب الوطني لأكثر من 36 سنة.