كشفت مصادر دبلوماسية، أن وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، في اتصالات هاتفية مستمرة ودائمة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، لإنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وأكدت صحف إسبانية، أن "أكثر وزير خارجية يتحدث معه ألباريس هو وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وذلك في سباق مع الزمن لحل الأزمة مع الرباط في أقرب وقت ممكن".
وتشدد الحكومة الإسبانية على أن هناك تقدما وأن ما لن تفعله هو الترويج لكل خطوة صغيرة لأن بناء الثقة يكلف العالم، لكن فقدانه يضيع في ثانية"، بحسب مصادر دبلوماسية مقربة من المفاوضات.
ولم تنجح محاولات مدريد في إنهاء الأزمة، بالرغم من لجوء الحكومة الاسبانية إلى الملك فيليبي السادس لحل الأزمة مع المغرب، بعد استمرار الأزمة بين البلدين لأكثر من 13 أشهر دون إيجاد حل توافقي.
اقرأ أيضا: إسبانيا تسعى للخروج من "أزمة عميقة" مع المغرب
وشهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة على خلفية استضافة مدريد بين أواخر شهر أبريل ومطلع يونيو 2021، زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بهوية مزيفة بدعوى تلقي العلاج من كورونا، بالرغم من أنه متهم بارتكاب "جرائم حرب".
وزاد من تعميق الأزمة تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي منتصف ماي الماضي، بينهم قاصرون مغاربة إلى مدينة سبتة وهو ما اعتبره مسؤولون إسبان وأوروبيون محاولة من الرباط للضغط على مدريد بعد استقبالها الانفصالي غالي.
وفي ظل استمرار المغرب على مواقفه من عدم استئناف العلاقات إلا بموقف لين من إسبانيا في نزاع الصحراء المغربية، على الأقل عدم معارضة أي مبادرة ما وسط الاتحاد الأوروبي تعطي الأفضلية للحكم الذاتي، ثم إصرار إسبانيا على تصور جديد يقوم على الحصول على ضمانات من المغرب في مجالات منها الهجرة، ترى أوساط سياسية مهتمة بمستقبل العلاقات الثنائية ضرورة دخول طرف ثالث للوساطة وتقريب وجهات النظر.
هذا وقد فشلت المفاوضات السرية بين المغرب وإسبانيا والتي جرت على مستويات متعددة إذ يتشبث كل طرف بموقفه، إذ تطالب الرباطمدريد بالموافقة على مقترح الحكم الذاتي والكف عن مبادرات تعيق حشد الدعم له، إذ كانت أول دولة عارضت علانية اعتراف ترامب بمغربية الصحراء.
وفي يوليوز 2021، عين رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، "خوسيه مانويل ألباريس" وزيرا للخارجية بدلا من "أرانتشا غونزاليس لايا"، لتحسين العلاقات مع المغرب، وتدبير ملفات دبلوماسية أخرى، إلا أن كل ذلك لم يتجه في طريق الصلح.