التقى محمد بن شمباس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب أفريقيا، اليوم الجمعة 10 مارس، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بمكتبه في القصر الرئاسي وسط العاصمة نواكشوط، كما التقى أمس الخميس، زعيم المعارضة ولد محمد، وذلك وسط تصاعد الأزمة السياسية التي تعيشها موريتانيا. وكان المبعوث الدولي اجتمع أمس الخميس بزعيم المعارضة في موريتانيا الحسن ولد محمد بمقر المؤسسة في نواكشوط لمناقشة الأزمة السياسية التي تمر منها البلاد. وحسب بيان صادر عن المعارضة، تداولته وسائل إعلام موريتانية، فإن زعيم المعارضة الحسن ولد محمد حمل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز كامل المسؤولية في "الانسداد السياسي الحالي" في موريتانيا، كما أكد للمبعوث الدولي أن "الديمقراطية تعد صمام أمان إذا أردنا لهذا البلد الاستقرار و ورغبنا في تنميته" .
ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء الموريتانية عن الممثل الخاص للأمين العام الأممي، قوله بعد نهاية اللقاء، إنه ناقش مع الرئيس الموريتاني "ضرورة حوار مباشر يمكن الموريتانيين أنفسهم من إيجاد حلول دائمة للتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية في البلد"، مضيفا أنه أكد له استعداد الأممالمتحدة عبر وكالاتها الحاضرة في موريتانيا، مواصلة تقديم الدعم لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتنفيذ أهداف التنمية المستديمة ومحاربة التطرف العنيف".
وتعيش موريتانيا على صفيح ساخن على المستوى السياسي، ففي الوقت الذي يواصل فيه الحزب الحاكم سيطرته على الأوضاع في موريتانيا، وذهب الأمر إلى فرض تعديلات دستورية جديدة وتمريرها باستغلال الأغلبية، تواصل المعارضة انتقاداتها للرئيس وللحزب الحاكم، وتطالب بالديمقراطية في تسيير شؤون البلاد، وخدمة حقيقية وشاملة للشعب الموريتاني. وكان أنصار النظام الحاكم في موريتانيا داخل البرلمان، أسقطوا أمس الخميس مقترحا تقدمت به النائبة المعلومة منت بلال يهدف إلي إعفاء العلم الوطني الموريتاني الحالي من تعديلات معروضة أمام البرلمان، وهي تعديلات تسببت في موجة غضب وسط البرلمان الموريتاني وخصوصا بعد عرض العلم الجديد على أنظار النواب، حيث ساد مشادات ومواجهات بين المعارضة والأغلبية بداخل هذه المؤسسة. وشهدت موريتانيا في الأيام القليلة الماضية، احتجاجات قوية في العاصمة انواكشوط، قبل أن تتسع رقعتها إلى مختلف المدن الموريتانية، وقد تم على إثرها تعنيف المتظاهرين في عدد من المدن، كما اعتقلت السلطات الأمنية الموريتانية، عضوان بارزان في حزب "تكتل" المعارض هما سيديا ولد سليمان رئيس الفرع الجهوي للحزب في ولاية انواذيبو والمختار ولد الشيخ فدرالي الحزب في الولاية. وكان المعهد الأمريكي "إنتربرايز"، المتخصص في الأبحاث السياسية والاقتصادية والأمنية، أصدر تقريرا جديدا صنف فيه موريتانيا ضمن الدول التي تشهد هشاشة الأوضاع الأمنية، معتبرا أن موريتانيا تعد من أكثر دول المنطقة والعالم هشاشة أمنيا وعرضة لعدم الاستقرار الأمني، واصفا إياها بالبلد "المهدد بالانهيار وعدم الاستقرار الأمني".