* طارق غانم لازالت العلاقات المغربية الإسبانية تمر بمفترق طرق، ترسم محددات السياسة المرحلية والمستقبلية للبلدين فيما يخص الأمور الإستراتيجية التي تجمعهما، وشيء من ذلك يقاس على الثغور المحتلة لاسيما منها مدينة سبتة، التي لوّح مرة أخرى رئيس حكومتها خوان فيفاس بفرض تأشيرة شنغن على المغاربة الوافدين عليها من مناطق المحيطة بها، وذلك "في لتأمين الحدود بشكل فعّال" وفق ما أورده المتحدث.
ودعا حاكم سبة المحتلة ألى مراجعة شاملة للنظام القائم وتحييد الوضع الحالي الذي يجعل "الثغر" مفتوحا أمام المغارية دونما تأشيرة، معتبرا أن إتخاد قرار إدماج المدينة على مستوى نظام شنغن سيكون "إجراء فعالا".
ونقلت وسائل إعلام إسبانية مختلفة، الثلاثاء، تصريحات عن خوان فيفاس مفادها أن "حكومته" ماضية في إتجاه مطلب إلحاق سبتة بمنطقة شنغن، من أجل "إرساء أسس مستقبل من الأمن والإستقرار والتقدم وتأمين الحدود" يضيف المتحدث.
الوضع المقبل للمدينة المحتلة يؤكد المسؤول الإسباني، أنها ستضعها على الحدود الخارجية للإتحاد الأوروبي، إعتبارا لما تنص عليه معاهدة شنغن، وبالتالي "منع دخول المغاربة من المناطق المحيطة" على غرار مدينة تطوان والنواحي.
يأتي ذلك في وقت قررت سلطات سبتة ومليلية المحتلتين، تبعا للعديد من المنشورات الصحافية الإسبانية، بحث سبل إنعاش الاقتصاد المحلي بعد فتح المعبرين الحدوديين، من خلال البحث عن طرق جديدة لتنمية التجارة بعد قرار السلطات المغربية إنهاء التهريب؛ وهو ما تسبب في خسائر مالية فادحة للفاعلين الاقتصاديين الإسبان المراهنين على تجنب الرسوم الجمركية.
وكانت سلطات مدينة سبتةالمحتلة قد عبرت سابقا، بعد تحسن العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب بسبب التغييرات على رأس وزارة الخارجية الإسبانية بعد إعفاء آرانشا غونزاليس لايا وتعويضها بخوسيه مانويل ألباريس، (عبرت) عن استعدادها لإعادة فتح المعبر الذي يربطها بباقي التراب المغربي، ولكن "بشروط" منها ما يرتبط ب " التحكم في حركة المرور للسماح للسياح والعاملين بالتنقل في وضع منتظم".
ويمكن لهذا القرار في حال اعتماده رسميا أن يثير غضب الرباط لأن المدينتين وإن كانتا تحت السيطرة الاسبانية فإن المغرب يعتبرهما محتلتين ويرفض أي تغيير في وضعهما القانوني، علما أن الخريطة المعتمدة تضم مجموعة من المناطق خارج أوروبا تسيطر عليها إسبانيا وفرنسا والبرتغال مثل غويانا وغواديلوب وماديرا، وسبتة ومليلية غير مدرجتين في الخريطة.