لازالت فصول فضيحة ما أصبح يطلق عليها "الجنس مقابل النقط"، والتي تفجرت بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات وأبطالها خمس أساتذة جامعيين وضحاياهن 12 طالبة حتى الآن. تحريات ميدانية قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قادت إلى وضع اليد على فيديو يتكون من 12 مقطعا من دون صوت، يوثق لمقاطع جنسية شاذة داخل إحدى الشقق بين أستاذ جامعي يدعى "م.م" كان بعيدا عن الأضواء بداية تفجر القضية، والطالبة "م.ن.ا".
بعد استدعاء الطالبة "م.ن.ا" المنحدرة من بادية نواحي مدينة ابن أحمد إلى مقر الفرقة الوطنية وتم الاستماع إليها في محضر قانوني أكدت من خلاله بأن الفيديو المتضمن لمقاطع جنسية شاذة داخل إحدى الشقق يخصها مع الأستاذ الجامعي "م.م"، وأنها من قامت بتسجيل خصمها خلسة للإدلاء به عند الاقتضاء لتبرير واقعة الاستغلال الجنسي .
الابتزاز والتحرش المستمر
وفي تقاصيل الاستنطاق، صرحت ضحية الأستاذ الجامعي "م.م" بطل الفيديوهات الجنسية المصورة، أنه "في غضون شهر شتنبر من سنة 2020 وأثناء اجتيازها للامتحانات الجامعية والتي كان يشرف على حراستها الأستاذ المتهم، فوجئت به يسحب منها بطاقة الطالب ويتهمها بالغش بانتحال هوية أخرى ولدحض مزاعمه، التي تنم عن سوء نية بتحرشاته الجنسية المستمرة، فقد أدلت له ببطاقتها الوطنية للتأكد من واقع الحال غير أنه أصر على موقفه، وبعد إنهائها للامتحان طالبها برقم هاتفها المحمول تحت ذريعة أنه سيخبرها بمآل هذا القضية لاحقا وهو الأمر الذي مكنته إياه".
وقالت المشتكية في التصريح ذاته أمام الفرقة الوطنية، "بعد انصرام أسبوع، تلقيت منه اتصالا هاتفيا يطلب مني لقائي بمدينة برشيد من أجل تسليمها بطاقة الطالب، وبعد أن التقيته طلب مني امتطاء سيارته ليتجه بي صوب مدينة الدارالبيضاء بحجة أنه في عجلة من أمره، وبوصوله إلى إحدى العمارات السكنية طلب منها مرافقته لإحدى الشقق غير أني رفضت ذلك، لأرجع إلى مدينة برشيد دون تحقيق مبتغاه".
وتكشف محاضر القضية تتمة القضية، حيث أنه في "مساء اليوم الموالي، التقت الطالبة مجددا بالأستاذ الجامعي "م.م" بمدينة برشيد واصطحبها إلى شقة بمدينة الدارالبيضاء بعد أن ساومها بممارسة الجنس معه مقابل إلغاء محضر الغش المحرر ضدها وإعادة بطاقة الطالب إليها، كما وعدها بالتدخل لفائدتها في بحثها النهائي لنيل دبلوم الإجازة وهو الأمر الذي اضطرت معه للرضوخ إليه مكرهة على الرغم من كونها عازب ليمارس عليها الجنس بطريقة شاذة، وهو الواقع الذي تكرر في العديد من المرات وأضحى مألوفا لديه".
وكشفت الطالبة "م.ن.ا"، أنه "إحساسا بالظلم الذي لحقها من طرف الأستاذ الجامعي الذي استغلها جنسيا لتلبية رغباته الجنسية تحت طائلة التهديد في مسارها الجامعي والوعد الكاذب بحصولها على نقط جيدة في الامتحان، فقد اضطرت إلى البوح بهذا الأمر إلى زميل لها أقنعها بإمكانية تسجيل خصمها في أوضاع جنسية شاذة حتى يتم الانتقام منه، ولتحقيق هذا المبتغى مكنها من كاميرا صغيرة الحجم مثبتة بشكل غير مرئي داخل حقيبة يدوية وهو الواقع الذي عملت على تنفيذه، وفي ختام تصريحاتها أصرت على متابعة خصمها أمام العدالة".
الأستاذ الجامعي: فساد بالتراضي
بعد استدعاء الأستاذ الجامعي المشتبه فيه إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وبمواجهته بما تم التوصل إليه من خلال التحريات، لم يجد بدا من الإقرار بأن شريط الفيديو الذي يوثق لمقاطع جنسية داخل إحدى الشقق وما أعقبه من مكالمات هاتفية وتسجيلات صوتية ومحادثات عبر تطبيق "واتساب" يخصه مع الطالبة "م.ن.ا".
وجاءت نتيجة البحث التقني المجري من طرف مصلحة الاستعلام الجنائي ودعم الأبحاث المتعلقة بالمشتبه فيه إلى وجود 30 مكالمة هاتفية صادرة وواردة أجريت بين المشتبه فيه والطالبة، انطلاقا من رقمي هاتفهما على التوالي في الفترة الممتدة ما بين 2020/10/04 و 2021/01/03 وهي ذات الفترة التي صرحت الطالبة تعرضها للاستغلال الجنسي.
وادعى الأستاذ الجامعي أنه في غضون شهر أكتوبر من سنة 2020 وخلال فترة الامتحانات الجامعية برسم الموسم الدراسي لسنة 2020/2019 أنيطت به مهام الحراسة وقد كان من بين الطلاب المحروسين الطالبة "م.ن.ا".
وصرح الأستاذ الجامعي المشتبه في محضر الفرقة الوطنية أنه، "بعد انصرام أيام معدودة التقاها بمدينة برشيد لتطلعه بأنها تمكنت من الحصول على عمل وأضحت مستقلة بذاته، وأنه اصطحبها برغبة منها إلى إحدى الشقق السكنية بحي ليساسفة بالدارالبيضاء ومارس عليها الجنس بطريقة عادية ليمكنها نظير ذلك من مبلغ 500 درهم نافيا أن يكون ذلك قد حدث تحت طائلة التهديد في مسارها الجامعي".
واعتبرت تصريحات المشتبه فيه "محاولة يائسة" منه، من أجل إضفاء صبغة الفساد على القضية بهدف التملص من جريمة الاتجار في البشر.
وينتظر أن يتابع الأستاذ الجامعي "م.م" بطل هذه الفضيحة، ومعه باقي المتهمين ب"جريمة الاتجار في البشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة وبإساءة استعمال الوظيفة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي مع هتك العرض".