شهدت أشغال مؤتمر منظمة معاهدة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقد بستوكهولم، اليوم الجمعة، مواجهة ساخنة بين وفدي المغرب والجزائر، حيث حمل المغرب الجزائر مسؤولية تأزم العلاقات بين البلدين، واعتبر الاتهامات التي توجهها للمملكة "خطيرة". وقال عز الدين فرحان، مندوب المغرب الدائم في منظمة معاهدة الأمن والتعاون في أوروبا، إن "الاتهامات الجزائرية للمغرب خطيرة"، مؤكدا أن الجزائر هي التي "ترفض الحوار والتعاون".
وأضاف فرحان في كلمة باسم المملكة في المؤتمر "لا يمكن ألا أرد على اتهامات الجزائر الخطيرة والخطيرة جدا في هذا الفضاء المحترم"، حيث تساءل "من يرفض الحوار والمفاوضات والتعاون ومن يغلق الحدود مع المغرب منذ عام 1994؟! إنها الجزائر وليس المغرب".
وزاد مندوب المغرب في رده على ممثلة الجزائر قائلا: "ملك المغرب وجه موخرا دعوة للتهدئة والحوار وللأسف لم نحصل على الرد"، مشددا على أن المغرب و الجزائر "بلدان توأم لديهما نفس الثقافة والإمكانيات".
ولم يقف فرحان عند هذا الحد، بل مضى قائلا: "دول حاضرة هنا حاولت القيام بواسطة بين الجزائر والمغرب. والجزائر هي التي ترفض"، الأمر الذي مثل إحراجا للوفد الجزائري وموقفه المعاكس للمغرب ووحدته الترابية.
من جهتها، قالت فوزية مباركي، ممثلة الجزائر الدائمة لدى المنظمة، إن بلادها "قلقة" مما سمتها "أعمال عدائية واستفزازية يمارسها المغرب إزاء الجزائر".
وأضافت ممثلة الجزائر "نتعرض منذ فترة طويلة لتهديدات واعتداءات ملموسة"، وحاولت إحراج الوفد المغربي قائلة: "إسأل ممثل المغرب، هل من الطبيعي التجسس على ستة آلاف هاتف جزائري؟! المغرب تتجسس على كل السفراء الجزائريين بفضل برنامج اشتراه من اسرائيل"، وهي الاتهامات التي سبق ونفاها المغرب بشدة.
وأضافت مندوبة الجزائر "ليس من الطبيعي إبرام اتفاقات يزعمون أنها للسلام مع اسرائيل ولكنها من أجل الاعتداء على بلد جار"، وذلك في ترديد لنفس الاتهامات التي رددتها الدبلوماسية الجزائرية طيلة الأسابيع الماضية.
وتابعت المسؤولة الجزائرية: "المغرب اقتنى قبل يومين طائرات مسيرة بإمكانها أن تحمل عشرين كلوغراما من المتفجرات، فهل من الطبيعي إبرام اتفاقات تهدف للاعتداء على بلد آخر؟!".
وتأتي هذه الملاسنات في ظل سلسلة من القرارات التصعيدية التي أعلنتها الجزائر من جانب واحد، خلا الأشهر القليلة الماضية، كان أبرزها إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، وإغلاق الأجواء في وجه الطائرات المغربية، وإنهاء توريد الغاز لإسبانيا عبر الأنبوب المار عبر المملكة.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن رفض حكام الجزائر إجراء أي وساطة بعدما عبرت عدة دول عربية عن رغبتها في لعب دور فيها، في الوقت الذي أعلن المغرب تمسكه بمبادئ حسن الجوار في التعاطي مع الجيران ورفضه كل الاتهامات التي توجهها الجزائر له ب"التآمر ضده واستهدافه".