اقتنت القوات المسلحة الملكية قبة اسرائيلية خاصة بالتصدي للطائرات المسيرة عن بعد "درون" ضمن صفقة موقعة مع شركة Skylock Systems للصناعات الدفاعية، حسب ما نشرته صحيفة "GLOBES" الإسرائيلية وصحيفة "larazon" الاسبانية، وسيكون هذا النظام الجديد بمثابة جدار أمني في الجو لمنع أي محاولة اختراق للهجوم أو الاستطلاع الاستخباراتي. نظام "Skylock Dome" المصنوع من قبل شركة "Skylock Systems" المتخصصة في أنظمة التصدي للطائرات بدون طيار، ويعني الاسم بالإنجليزية قبة قفل السماء، سيشكل جدارا إضافيا في السماء إلى جانب الجدار الدفاعي الرملي الذي يرابط عنده آلاف الجنود لحماية أراضي المملكة، وحسب ما نشره منتدى "فار ماروك"، المتخصص في أخبار وشؤون القوات المسلحة الملكية، يكثف المغرب من مشترياته من الأنظمة المضادة للطائرات غير المأهولة او الدرون، والتي أصبحت تشكل تهديدا من حيث قدرتها على الاستطلاع او الهجوم مع صعوبة استهدافها بالوسائل العادية.
وبالعودة إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والذي يوثق لمرحلة غير عادية في تاريخ ملف الصحراء المغربية، لأنه يشمل أحداثا مهمة جدا منها تدخل الجيش المغربي لتأمين معبر الكركرات وإعلان دونالد ترامب وخرق جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، نجد في الفقرة 37 أن القوات المسلحة الملكية في الفترة الممتدة بين 13 نونبر و31 غشت 2021 أبلغ بعثة المينورسو بوقوع 1099 حادث إطلاق نار وتسجيل 22 محاولة تسلل عند الجدار الرملي و724 طائرة مسيرة تابعة لجبهة البوليساريو، وقالت المينورسو إن الحالة الأمنية منعتها من إجراء عمليات التحقق الميداني.
لكن جبهة البوليساريو لم يسبق أن أعلنت أنها تمتلك طائرات مسيرة عن بعد للاستعمال القتالي كما يؤكد تقرير نشرته صحيفة "تيليغراف" استنادا إلى تصريحات مسلحين في البوليساريو أن "الدرون" المغربي غير قواعد اللعبة ووعقّد محاولات التسلل التي تخطط لها الجبهة، ولدى سؤالنا لأحد العائدين من تندوف طلب عدم ذلك إسمه أوضح أن الجبهة لا تملك طائرات متطورة بل طائرات أشبه بالتي يستعملها المتخصصون في تصوير الأفلام ولا تحلق لمسافات بعيدة، مشيرا إلى أن البوليساريو تتوفر على ترسانة قديمة وليست جاهزة لأي مواجهة مباشرة.
وإذا كانت البوليساريو أداة تستعملها الجمهورية الجزائرية فإن الجزائر انتقلت مؤخرا بعد إغلاق المغرب للمنافذ أمام تحركات المسلحين في تندوف، تحولت إلى خيار التصعيد السياسي واتخذت قرارات خطيرة هي نفسها التي تسبق إعلان الحرب كما جرت العادة في عدد من مناطق العالم، وتملك الجزائر طائرات "وينغ لونغ" الصينية وحسب موقع "مينا ديفونس" المتخصص فإن الجيش الجزائري يملك 6 أنواع من "الدرون"، والجزائر التي تسلح البوليساريو علنا من غير المستبعد أن تمكّنها بعدد منها وخاصة تلك التي خرجت من الخدمة مع سرعة التطور التكنولوجي وأسعار أنظمة التشغيل المرتفعة جدا والتي تصممها عادة دول غير تلك التي تنتج الطائرة كما هو الحال بالنسبة لطائرات بيرقدار التركية.
وفي هذا الصدد يقول مصطفى سلمى ولد سيدي مولود المسؤول السابق في جبهة البوليساريو، إن "الجزائر ليس أمامها من خيار غير محاولة إعادة تأهيل البوليساريو عسكريا حتى تكون قادرة على الاخلال بالاستقرار في المغرب كما كان قبل سنة 1991″، ويضيف في مقال نشره على صفحته الفيسبوكية أن "هذا التأهيل يحتاج من البوليساريو أن تجري إصلاحات هيكلية جذرية على مستوى منظومتها العسكرية و تغير من استراتيجيتها القتالية التي اعتمدت في حربها الأولى، و ثبت فشلها في الأشهر الأولى من إعلانها التنصل من اتفاقية وقف إطلاق، أمام السيطرة التامة لسلاح الجو المغربي على كامل أجواء الاقليم، و اعتماده استراتيجية الحرب الاستباقية (تحييد الهدف قبل ان يشكل خطورة). "
ويرى ولد سيدي مولود بخصوص اعتماد حرب الأنفاق أن "التكيف مع أسلوب حرب التحصينات و المخابئ يحتاج جهدا ووقتا و بالأخص خبرة لا تمتلكها حتى الجزائر الحليف و الداعم الرئيسي للبوليساريو. لذلك أصبح طرق الباب الإيراني أكثر من محتمل".
إيران التي تمتلك طائرات بدون طيار وخبرة في تصنيعها نقلتها إلى غزة وسوريا واليمن والعراق يمكنها أن تنقل هذه التقنية عبر الجزائر إلى البوليساريو، لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأن "الدرون" أنواع، منها تلك التي يمكن أن تقلع من مناطق قريبة من جبل أو من فوق سيارة مثلا وهذا النوع يمكن إرساله عن يحلق على ارتفاع منخفض ومدى قصير ولا يستخدم للأعمال الهجومية، أما تلك التي تحدث فارقا وتستخدم عسكريا إلى مدارج خاصة للإقلاع والهبوط ومحطات لتشغيل أنظمة التحكم.
المغرب يطرح كل الاحتمالات ويعزز بجدية قدراته الدفاعية حفاظا على الأمن القومي وسلامة الأراضي، فالجدار الدفاعي الذي أثبت نجاعته وعقبرية صاحب الفكرة تحول إلى أكبر مصيدة في العالم من يخرج من الحدود الدولية عبر المنطقة العازلة يمكن رصده بسهولة وتحديد إحداثيات الموقع قبل توجهه نحو المواقع العسكرية للقوات المسلحة، تعزز بعدد من أنظمة الرصد المتطورة ويرتقب أن تسنده بطاريات باتريوت الأمريكية إضافة إلى قبة "قفل السماء الإسرائيلية" مع سرب من الطائرات بدون طيار تدفن كل هجوم غادر تحت أرض المنطقة العازلة.