أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري ، اليوم الاثنين بالرباط ، أن المغرب منخرط في تعزيز ثقافة الحوار عند معالجة الخلافات "عكس أساليب الخصوم". وكان الكثيري يتحدث خلال لقاء صحفي نظمته المندوبية السامية بمناسبة تقديم الترجمة العربية لكتاب "الصحراء،أفول الشمولية" للباحث الإسباني خوسي ماريا ليزونديا.
وشدد على أن أهمية هذا الكتاب تكمن في كونه "ينشر الحقيقة لدى المتلقى الإسباني باعتبار أنه كتب باللغة الإسبانية وموجه للإسبان بدرجة أولى"، مشيرا إلى أن هذا الباحث لديه خبرة طويلة ودراية بالنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد المندوب السامي أن القضية الوطنية الأولى عرفت مسارا ناجحا خلال السنوات الأخيرة يشهد به الجميع، داعيا إلى مواصلة النضال السلمي من أجل الوحدة الترابية للمملكة، والتعريف بالحقائق التاريخية والنضال المشترك لشعوب المغرب العربي، دون إغفال دور الدبلوماسية الثقافية "في الانتصار لمغربية الصحراء".
ومن جهته، كشف الباحث ليزونديا أن الإدارة الإسبانية خلال استعمارها للصحراء "اخترعت أسطورة الشعب الصحراوي من وجهة نظر سياسية وليست واقعية، لقطع الطريق أمام أية مطالب للمغرب بصحرائه". مفيدا بأنه يحاول ، من خلال كتابه ، تصحيح مجموعة من المغالطات لدى الإسبان حول المسيرة الخضراء "التي يتزامن الاحتفال بذكراها ال46 مع ترجمة كتابي إلى العربية".
وأوضح أن الكتاب يتطرق لقضية الصحراء المغربية وسياقاتها التاريخية، وأن جل البحوث الإسبانية التي تسمى أكاديمية "كتبت من طرف أفراد سابقين في الجيش الإسباني، وبالتالي جعلت أفكارهم لا تتجاوز الرواية الرسمية المتعاطفة مع الانفصال".
وأكد الباحث الإسباني أن المجتمع الصحراوي الذي أورده الكتاب، "كان عبارة عن قبائل تدين بالولاء للعرش العلوي طوال قرون ولم يكن قط شعبا منفصلا عن المغرب كما يحاول البعض الترويج له"، مسجلا أن الكتاب يفضح رويات جبهة البوليساريو ومؤيديها و"التي تنطلق من رواية ماركسية قديمة".
وفي نفس السياق، شدد رئيس منتدى البدائل الدولية بشير الدخيل على أهمية هذا الكتاب الذي يتناول قضية الصحراء المغربية من منظور آخر، ويقدم شروحات دقيقة حول ساكنة الصحراء "وكأن الكاتب كان يعيش فيها ويعرف جغرافيتها جيدا".
وسجل الناشط الحقوقي ذاته أن الصحافة الإسبانية ومعها الباحثون الإسبان يقدمون رواية واحدة غير واقعية، "ومن شأن هذا الكتاب أن يخلق توازنا للأفكار للذين يتبنون مفاهيم خاطئة".
يذكر أن كتاب "الصحراء،أفول الشمولية" تم ترجمته إلى اللغة العربية من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.