تتعرض الساعة الشمسية التي تعتبر من أهم المعالم التاريخية للدار البيضاء إلى الإهمال الشديد يهدهها بالضياع جراء الأعمال التي تجرى بجانبها في الساحة الإدارية الكبيرة وسط الدارالبيضاء. وكعادته يتعامل مجلس مدينة الدارالبيضاء بإهمال شديد مع هذه المعلمة كباقي المعالم التاريخية التي تميز هذه المدينة، حتى كاد يضيع كل ما ميز عصرها الذهبي مع بداية القرن العشرين، إن لم تكن لديه النية في إقبار ما تبقى منها مع العلم أنها تعد على رؤوس الأصابع. الساعة الشمسيةcadan solaire (الصورة) واحدة من هذه المعالم التراثية التي تتجرع من كأس إهمال مجلس مدينة الدارالبيضاء، التي تقف وسط الحديقة المقابلة لمركز البريد الرئيسي في شارع الحسن الثاني منذ بداية القرن الماضي شاهدة على التحول العمراني الذي حدث لهذا الشارع وسط مدينة الدارالبيضاء لما يزيد عن قرن من الزمن. وتتعرض هذه المعلمة التاريخية المهمة هذه الأيام إلى الإهمال يهدد قيمتها التاريخية، بسبب الأشغال الكبرى التي ستغير وجه الساحة الإدارية، بإنجاز المشروع الكبير الذي شارف على النهاية والذي يشمل إلى جانب المسرح الكبير للدار البيضاء، تهيئة للساحة الكبيرة المجاورة للمحكمة الابتدائية، والتي من المنتظر أن تنقل إليها "نافورة الحمام" مستقبلا، على أن يستغل مكان النافورة القديم كمسرح مكشوف تابع للمسرح الكبير.. وفي ظروف هذا الورش الكبير تقف الساعة الشمسية مهملة وسط ركام التراب والإسمنت وبقايا الحديد والخشب التي يرميها عمال الورش عليها، دون أن يقيم لها المسئولين عن الورش أي واق، أو حاجز يحميها مما يمكن أن يعرضها لخطر التكسير والضياع. ويذكر أن الساعة الشمسية تعتبر من المعالم الأثرية الصغيرة، التي تم إنشاؤها في بداية القرن الواحد والعشرين وسط الحديقة التي كانت تضم ضريح الجنرال درود الذي قاد أول إنزال عسكري للفرنسيين بالدارالبيضاء، قبل أن يتم نقله والإبقاء على الساعة الشمسية التي قلما انتبه إليها البيضاويون وهم يجولون وسط مدينة الدارالبيضاء.