نظمت جمعية أولاد المدينة بشراكة مع الجمعية البيضاوية لقدماء المصورين المتجولين و جمعية شباب المستقبل للتنمية والتضامن الاجتماعي، محطتها الاحتجاجية الرابعة يوم الأحد الماضي، بساحة محمد الخامس « نافورة الحمام « للدفاع عن استمرار وجود هذه النافورة التاريخية للعاصمة الإقتصادية بمكانها الأصلي، دون أن يطالها الهدم المزمع تنفيذه قريبا ليشيد على أنقاضه المسرح الكبير للدارالبيضاء، المزمع افتتاحه نهاية عام 2016. وترى الجمعيات المشاركة في الوقفة الاحتجاجية الرابعة على التوالي للتحسيس بالمخاطر التي تحيط بمستقبل نافورة ساحة محمد الخامس، - حسب بلاغ لها- أن هدم النافورة يعد «طمسا لذاكرة البيضاويين، واعتداء على معالم المدينة»، بما سيحرم المدينة من متنفس يحج إليه المئات من المغاربة كل يوم. وهمت هذه الوقفة كذلك «إثارة الانتباه إلى ما أسمته ب «أطماع مافيا العقار التي تختبئ وراء محو النافورة التاريخية التي تعود لسنة 1976، حيث أظهرت التصاميم الهندسية لجنبات المسرح، أن هناك مخططا لإعادة تهيئة ساحة محمد الخامس من خلال تعويض الإدارات المتواجدة بجوانبها إلى مشاريع تجارية ومقاهي ...». واحتجت الفعاليات الجمعوية في ثلاث محطات سابقة تحت شعار «ما تقيسش نافورتي، ماتقيسش ذاكرتي، ماتقيسش ثراثي، ماتقيسش الدارالبيضاء ديالي»، على قرار المجلس الجماعي القاضي بتغيير معالم المعلمة الشهيرة إلى حوض رباعي ينسجم وتصميم المسرح الكبير (تكلفة بنائه 14,4 مليون درهما) سيتموقع في الجهة الغربية لساحة محمد الخامس، خلف بناية الوكالة الحضرية ومدرسة الفنون الجميلة. محمد ساجد عمدة مدينة الدارالبيضاء، قال في تصريح إعلامي بأن النافورة لن تُزال وإنما سيتم تحويلها إلى الجهة المقابلة للمحكمة الابتدائية بالساحة الإدارية ومقر ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى، لدواع تتعلق بانعدام المساحة المخصصة لمسرح الدارالبيضاء. مؤكدا بأنه إلى جانب النافورة الأصلية سيتم بناء نافورة أخرى جديدة «جافة» تشغل حسب إمكانيات الساحة التي ستكون عمومية حيث يتوقع -حسب ساجد- أن تستقبل ما بين 5000 إلى 6000 شخص. من جهة أخرى أشار رئيس المجلس الجماعي إلى أن أول طلبات العروض أنجز، على أساس أن تنطلق أشغال بناء مسرح سيكون الأكبر عربيا وإفريقيا بداية سنة 2013. هذا، وسيمتد المسرح الكبير على 24 ألف متر مربع المساحات المغطاة، وسوف تشمل قاعة كبيرة «متعددة الأغراض» تستوعب 1800 متفرج، ثم قاعة أخرى بطاقة استيعابية 600 مقعدا. كما سيضم المسرح محلات تجارية ومطاعم ومقاهي وأماكن للقراءة، ومكتبة وقاعة للمعارض الفنية... وهكذا، وبينما يرى البعض أن مشروع بناء المسرح الكبير بالدارالبيضاء، سيرد الإعتبار لمدينة اغتيلت معالمها الثقافية بعد إزالة المسرح البلدي والمكتبة البلدية.. يرى البعض الآخر أنه لا يجب التفريط في «نافورة الحمام» تحت أي عذر لأنها تشكل عمق المدينة التاريخي، بعد تهالك معظم معالم المدينة. وأطلقت لهذه الغاية حملة جمع التوقيعات لحمل مسؤولي العاصمة الاقتصادية على تعيين مكان آخر للمسرح الكبير.