بوفاة الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي، زعيم الزاوية القادرية البودشيشية، إحدى أشهر الزوايا الصوفية بالمغرب، فجر أمس الأربعاء الماضي، عن سن ناهز 95 سنة، وفق ما أكده مسؤول أحد فروع الزاوية، كانت هذه الأخيرة قد حسمست نهائيا في من يخلفه. وحسب مصادر مقربة، فإن موت الشيخ حمزة كان مفاجئة بالنسبة لمحبيه ومريديه الذي تقاطروا على مقر الزاوية، بعد أن زفت لهم الطريقة بشرى وتطمينات بداية الشهر الجاري، تؤكد أن الشيخ حمزة تعافى من وعكة صحية ألمت به مؤخرا، نقل على إثرها إلى مستشفى مدينة وجدة. وأشارت مصادرنا أن الشيخ لفظ أنفاسه الأخيرة وسط الطاقم الطبي الذي كلف الملك محمد السادس بمتابعة حالته الصحية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة، بعد أن نقل إليه بسبب استمرار تدهور حالته الصحية. ولقطع الطريق عن أي نزاع محتمل حول من سيكون وارث سر الراحل الشيخ حمزة، فإن وصية مدونة وموثقة أسندت أمر المشيخة لابنه جمال القادري البودشيشي، وهو رجل تعليم متقاعد خريج دار الحديث الحسنية ويبلغ من العمر 62 سنة ويقيم بمقر الزاوية إلى جانب والده، ثم لمنير القادري بعده، وهو دكتور يمتلك ثقافة جامعية محترمة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن جثمان شيخ البودشيشيين، سيوارى الثرى اليوم الخميس بمقر الزاوية بقرية مداغ إقليمبركان، والتي توافد إليها الآلاف من مريدي الزاوية ومحبي الشيخ منذ صبيحة يوم أمس الأربعاء لتقديم التعازي في وفاة الشيخ حمزة.
وتؤكد مصادر "الأيام 24"، أن الطريقة البودشيشية عرفت مع الشيخ حمزة، تجديدا لأذكارها وتنظيما لسيرها مما زاد في إحيائها وتنشيطها، فتوسعت دائرتها، وكثر مريدوها في مختلف مدن وقرى المملكة، وازداد إشعاعها ليعم فضلها القارات الخمس، ويهتدي بفضلها إلى دين الإسلام جم غفير.
يشار إلى أن الشيخ حمزة بن العباس بن المختار القادري بودشيش ولد سنة 1922 بقرية مداغ، واستكمل حفظ القرآن في سن 14 عاما، ودرس في المعهد الإسلامي بمدينة وجدة، ثم عاد إلى الزاوية حيث درس على يد الشيخ محمد الكبداني، وحلّ محلّ والده في الإرشاد على رأس الزاوية سنة 1972.