ينتظر أن يتوصل القصر الملكي في مدريد بدعوة رسمية من البرلمان المحلي في سبتةالمحتلة، موجهة إلى الملك فيليبي السادس لزيارة المدينة، في خطوة قد تصب مزيدا من الزيت على نار الأزمة بين المغرب وإسبانيا. وقد قام البرمان المحلي لسبتة بالمصادقة على توجيه دعوة إلى ملك إسبانيا للقدوم إلى المدينة في يوم الاحتفال بالحكم الذاتي الذي يوافق الثاني من شهر شتنبر المقبل، والمثير في أمر هذه الدعوة أنها جاءت بمبادرة من حزب "كاباياس" الذي يتزعمه المغربي محمد علي وأيدته أحزاب كبرى إلى جانب الحزب المحلي "الكرامة والمواطنة" الذي تتزعمه المغربية فاطمة حميد.
لكن موافقة القصر الملكي على هذه الزيارة تبقى مستبعدة بالنظر إلى حساسية المساحة الجغرافية في شمال المملكة التي لا تزال الرباط تعتبرها محتلة وترفض أي زيارة للملك الإسباني لها، ومدريد بدورها لا تريد مزيدا من التوتر مع جارها المتشاطئ معها وشريكها الأول خارج الاتحاد الأوروبي.
وحتى الحكومة التي يقودها بيدرو سانشيز وبالرغم من تطرف مواقفها تجاه المغرب إلا أنها من غير المحتمل تأييدها لهذه الخطوة، علما أن إعفاء أرانشا غونزاليس لايا من مهام وزيرة الخارجية جاء لتلطيف الأجواء الساخنة على ضفتي المتوسط، ووزير الخارجية الجديد خوسي مانويل ألباريس عبر مباشرة بعد تسلم مهامه على رأس الدبلوماسية الاسبانية رغبته في عودة العلاقات الجيدة مع المغرب.
ولا تريد حكومة سانشيز التفريط في آخر ورقة دبلوماسية لإخماد نار المواجهة السياسية مع الرباط، حيث يرتقب أن تلجأ إلى الملك فيليبي ليطرح الملف على الملك محمد السادس لتسوية المشكل وعودة العلاقات كما كانت عليه.