Reuters قامت عدة دول برفع جميع المحاذير والقيود الخاصة بمواجهة فيروس كورونا خلال العام الماضي وشهدت نتائج مختلفة. وأعلنت بريطانيا رفع القيود بحلول التاسع عشر من الشهر الجاري، ما يعني أن جميع الأنشطة الاجتماعية واللقاءات العائلية ستكون متاحة دون أي قيود، علاوة على أن ارتداء الكمامات في بعض الأماكن لن يكون إجباريا. وتسعى بريطانيا لتحقيق الاستفادة القصوى من تجارب الدول التي سبقتها برفع قيود مواجهة الفيروس. إسرائيل بدأت إسرائيل رفع القيود في شهر فبراير / شباط الماضي بعدما سارعت الزمن في برنامج تلقيح مواطنيها. وبعد نحو 4 أشهر من رفع القيود إثر تلقيح أكثر من نصف السكان بجرعتين، أعلنت إسرائيل رفع إجراء ارتداء الكمامة بشكل إجباري، ورفعت جميع الإجراءات الأخرى وأعادت فتح المتاجر والحانات، والأندية الصحية، ودور السينما بشكل كامل. ومنذ ذلك الحين تزايدت أعداد المصابين بسلالة دلتا الجديدة بشكل مستمر حتى وصلت أعلى معدل يومي خلال الأشهر الأربعة الماضية الثلاثاء الماضي، بعدد إصابات ناهز 754 إصابة. ورغم ذلك أكد المسؤولون أن عدد الحالات التي استدعى الأمر نقلها إلى المستشفى بقي قليلا بشكل كبير. لكن تزايد عدد الإصابات دفع حكومة نافتالي بينيت إلى التفكير بمواجهة الأمر بشكل أكثر نعومة، ومطالبة الإسرائيليين بتعلم التعايش مع الفيروس. وتم فرض بعض القيود من جديد مثل ارتداء الكمامات بشكل إلزامي في بعض الأماكن، وفرض عزل صحي على القادمين إلى البلاد من الخارج. هولندا Getty Images مع زيادة معدلات التلقيح وانخفاض عدد الإصابات الجديدة، رفعت هولندا القيود الصحية في يونيو / حزيران وألغت ارتدا الكمامات بشكل إلزامي، وأعيد فتح المطاعم والملاهي والأنشطة العامة. وفي وقت لاحق، تزايدت أعداد المصابين بشكل كبير لتصل إلى أعلى معدل لها منذ نهاية العام الماضي، غير أن هذا لم يؤد إلى تزايد أعداد المرضي المحتاجين للنقل إلى المستشفيات. ومع تزايد انتقادات المسؤولين الصحيين، اضطر رئيس الوزراء، مارك روته، إلى التراجع الجمعة وأعاد فرض بعض القيود، بعد 3 أسابيع فقط من رفعها. وأصبحت المطاعم والحانات مضطرة حسب القيود الجديدة إلى الإغلاق بحلول منتصف الليل، بينما أغلقت الملاهي الليلية بشكل تام، واعتذر روته عن "سوء تقديره". وقال روته "ما ظنناه أمرا ممكنا اتضح أنه، ليس كذلك". ويؤكد موقع الحكومة الهولندية على شبكة الإنترنت أن الإجراءات الجديدة ستبقى مستمرة على الأقل حتى منتصف الشهر المقبل. كوريا الجنوبية تلقت كوريا الجنوبية الكثير من المديح لنجاحها في مواجهة الفيروس كواحدة من أولى دول شرق أسيا تخطيا للوباء. وأعلنت كوريا الشهر الماضي خططا للسماح للأشخاص الذين تلقوا اللقاح بالكامل للتجول دون كمامات، وكذلك السماح للتجمعات الصغيرة، والخاصة، علاوة على تمديد ساعات عمل المطاعم والحانات. لكن المختصين حذروا من أن البلاد تتخلى عن درع الدفاع في مواجهة الوباء، بشكل أسرع مما ينبغي، وفي الوقت الذي بقي أغلب المواطنين دون الحصول على اللقاح حتى الآن. لكن كوريا الجنوبية تواجه الآن أسوأ معدل لتفشي الوباء على الإطلاق، ما دفع الحكومة إلى التراجع عن قراراتها، وتشديد القيود مرة أخرى عبر مختلف أنحاء البلاد. وفي العاصمة سول منعت الحكومة التقاء أكثر من فردين بعد حلول السادسة مساء، لتتراجع ثقة المواطنين مع انتشار السلالة الجديدة من الفيروس، وتباطوء معدلات التلقيح. السويد على عكس بقية الدول اعتمدت السويد على الإجراءات الطوعية من مواطنيها لتجنب تفشي الوباء على أراضيها، ورغم ذلك اضطرت لفرض بعض القيود المتقطعة على مواعيد عمل المتاجر والمطاعم. وتم تخفيف بعض هذه القيود، مثل رفع عدد متابعي مباريات الرياضة وكرة القدم إلى نحو 3 آلاف مشجع، كما تم إلغاء جميع القيود الأخرى خاصة المتعلقة بمواعيد العمل مطلع الشهر الجاري، بتحديد الخامس عشر من الشهر نفسه موعدا لإلغاء بقية القيود. ومنذ الربيع واصلت أعداد المصابين في السويد التراجع بشكل كبير، وهو الأمر الذي عزته الغالبية إلى زيادة معدلات التلقيح، والظروف الجوية الجيدة، ما دفع المواطنين لقضاء المزيد من أوقاتهم، في الهواء الطلق. لكن بسبب انتشار السلالة الجديدة "دلتا" فرضت السلطات على القادمين إلى أراضيها إجراء اختبار يثبت خلوهم من فيروس كورونا. أستراليا في منتصف الشهر الماضي، رفعت أستراليا القيود التي فرضتها سابقا لمواجهة الوباء في سيدني، كبرى مدن البلاد، بعد نحو شهر انعدمت فيه الإصابات تماما. وفي بقية المدن، تم تخفيف القيود، خاصة المناطق التي تشهد تراجعا لمعدلات الإصابة. بنهاية الشهر الماضي دخلت سيدني مرة أخرى مرحلة الإغلاق بينما تتزايد معدلات الإصابة بسلالة دلتا، وبنهاية مرحلة الإغلاق الأربعاء أعلنت السلطات تمديدها لأسبوعين آخرين، بالتزامن مع تسجيل السلطات في ولاية ساوث ويلز الجديدة أكثر من 100 إصابة جديدة في يوم واحد. ويؤكد الخبراء أن إعادة الحياة لطبيعتها في البلاد ستحتاج وقتا طويلا خاصة وأن نسبة الحاصلين على لقاح لم تصل إلى 10 بالمئة من السكان. الولاياتالمتحدة تستمر إدارة جو بايدن في جهودها المتعلقة بتلقيح المواطنين في مختلف الولايات، التي بدأت تخفيف القيود. وكانت ولاية كاليفورنيا، أكثر الولاياتالامريكية اكتظاظا بالسكان، قد أعلنت "يوم الفتح العظيم" الشهر الماضي برفع القيود عن المتاجر والمطاعم، بينما رفعت نيويورك أغلب القيود مع تخطي نسبة الحاصلين على اللقاح 70 في المئة من السكان. وبقت معدلات الإصابة منخفضة بحيث تراوحت حول 10 بالمئة من مثيلاتها اليومية في قمة منحنى الإصابات في مطلع العام، وذلك رغم أن معدلات الإصابة اليومية تضاعفت خلال الأسبوعين الماضيين. وتشهد البلاد قلقا من تفشي سلالة دلتا التي تم تتبعها في بعض الولايات الجاري استكمال برنامج التلقيح فيها.