على الرغم من تحضيرات برلين لحل الأزمة الليبية، من خلال "مؤتمر برلين 2" ومحاولات إقصاء المغرب من دوره في حل الأزمة بعد لقاءي الصخيراتوبوزنيقة، عاد المغرب إلى لعب دور الوسيط بين فرقاء النزاع الليبي، لحل عقدة مستجدة في طريق الحل السياسي لأزمتهم، باستضافته رئيسي مجلس النواب والدولة، الشريكين الرئيسين، في محاولة لحل ما تبقى من ملفات على طاولة الحوار، التي حسم أغلبها وبقي أصعبها . استئناف المحادثات بالرباط استأنفت بالرباط المحادثات الليبية بشأن التعيين في مناصب سيادية في الرباط، استكمالا لجلسات التفاوض التي استضافتها المملكة في وقت سابق وشارك فيها ممثلون عن طرفي النزاع في ليبيا.
وحضر هذه المحادثات رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيلة صالح حيث تم الاجتماع بهما بشكل أحادي.
المحاولة المغربية الجديدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية ترتبط بواحدة من أصعب القضايا الخلافية بينها في الفترة الماضية، وهو ملف تقاسم المناصب السيادية التي طالت المداولات حولها لأشهر عدة من دون التوصل لاتفاق نهائي بشأنها.
"المشري" يشيد بدور المغرب
أشاد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري بدور المغرب في تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية، معتبرا أنه كان "حاسما".
جاء ذلك خلال لقائه رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) حكيم بن شماس بالعاصمة الرباط، وفق بيان صادر عن المجلس.
وقال المشري "دور المغرب كان حاسما في تقريب وجهات نظر مختلف الأطراف الليبية والتوصل إلى توافقات من شأنها أن تعبّد الطريق نحو التسوية السياسية النهائية للأزمة".
وأكد أن المغرب وفّر "الظروف الملائمة للأطراف الليبية لتحقيق توافقات مهمة، وهو ما يعكسه اتفاق الصخيرات الموقع يوم 17 دجنبر 2015، ثم لاحقا محطات طنجةوبوزنيقة، التي ساهمت في تقريب مواقف مختلف الأطراف الليبية".
عقيلة صالح: ليبيا في حاجة لدعم الملك محمد السادس
قال رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بعد لقائه عدداً من المسؤولين المغاربة، على رأسهم رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، إنه "ليس هناك اجتماع مبرمج له مع خالد المشري، الذي يزور المغرب حالياً، وإنه إذا كان هناك لقاء فسيكون في ليبيا".
وفي شأن ملف المناصب السيادية، الذي جاءا إلى المغرب لحسمه، أشار صالح إلى أن "ملف المناصب السيادية حُسم سابقاً في اجتماعات بوزنيقة، بين اللجنتين المكلفتين من مجلسي النواب والدولة، حين أكدا تكليف لجنة تحت إشراف أممي اختيار المناصب السيادية".
وأضاف إن ليبيا تحتاج دائما إلى دعم المملكة المغربية الشقيقة، نظرا لمكانتها في المجتمع الدولي وحرص العاهل المغربي، الملك محمد السادس على استقرار ليبيا وأمنها.
جولات الحوار مستمرة
على الرغم من نجاح المغرب في دفع الأطراف الليبية للخروج باتفاقات مهمة في كل جولات الحوار السابقة التي استضافها على أرضه، إلا أن مهمته تبدو أصعب هذه المرة، خصوصاً مع تعثر مساعيه لجمع رئيس البرلمان عقيلة صالح ومجلس الدولة خالد المشري على طاولة تفاوض مباشرة، والاكتفاء بلقاءات منفصلة للرجلين مع المسؤولين في الرباط.
وشدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية في لقاء صحافي، على أن "المغرب يعتبر أن إخراجا سريعا للحكومة الليبية هو عنصر أساسي لتدبير مرحلة انتقالية"، مشيرا إلى أن الحكومة المنتظرة أساسية لإعطاء رؤية واضحة.
كما اعتبر بوريطة "عملية تشكيل الحكومة الليبية المؤقتة من الواجب أن تتم في إطار وئام وانسجام بين مختلف الفرقاء الليبيين، وأن تكون عنصرا لتوحيد الرؤى لا مرحلة لتزكية الانقسامات".
وجهت الخارجية الألمانية دعوة إلى المملكة المغربية، من أجل المشاركة في مؤتمر "برلين 2" المرتقب حول ليبيا، وتنتظر ألمانيا الرد المغربي بهذا الشأن.
وتبدو أن هذه الخطوة الألمانية تأتي كمحاولة لتخفيف حدة التوتر مع المملكة المغربية، خاصة بعد الأزمة الديبلوماسية الأخيرة، بشأن قضية الصحراء، وقضية محمد حاجب.
وكانت الخارجية المغربية قد أصدرت بلاغا رسميا أعلنت فيه قطع علاقاتها مع السفارة الألمانية في الرباط بسبب مواقف ألمانية عدائية ضد وحدة التراب المغربي، وتضمن البلاغ إشارة إلى محاولات ألمانية لإقصاء الدور المغربي في حل مشاكل المنطقة، ومن بينها عدم توجيه الدعوة للمغرب في مؤتمر برلين الأول حول ليبيا، بالرغم من أن المغرب كان فاعلا أساسيا في حل الأزمة الليبية.