Getty Images عرضت تسجيلات جديدة تظهر أحداث اقتحام الكونغرس خلال إجراءات مساءلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ.واستمع أعضاء مجلس الشيوخ لتسجيلات صوتية لأفراد من الشرطة كانوا يواجهون أنصار ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الشهر الماضي.ويقدم الديمقراطيون في مجلس الشيوخ أدلة على أمل إدانة ترامب بالتحريض على العصيان في إجراءات محاكمته.ويقولون إنه جعل رغبته في البقاء في منصب الرئيس، على الرغم من خسارته الانتخابات، تعلو فوق الدستور والعملية الديمقراطية.ويقول محامو الرئيس السابق إنه لا يتحمل أي مسؤولية عن الهجوم الذي وقع على مقر الكونغرس في 6 يناير /كانون الثاني الماضي، وأسفر عن سقوط قتلى.وقال الديمقراطيون في جلسة مجلس الشيوخ إن أحداث الشهر الماضي لم تكن نتيجة خطاب واحد من ترامب، ولكن نتاج أسابيع من ترويج المزاعم التي لا أساس لها من تزوير الانتخابات.ووصفوا ترامب بأنه بمثابة "المحرض الرئيسي" على اقتحام الكونغرس.وفي شهادات عاطفية في بعض الأحيان أثناء الجلسة، قام مديرو المحاكمة بتجميع مشاهد العنف بشكل منهجي.وأظهرت لقطات من كاميرات مراقبة أمنية، لم يتم نشرها من قبل، مدى اقتراب مثيري الشغب من المشرعين الأمريكيين.وشوهد رجال الشرطة بالداخل وهم محبطون ويقودون السياسيين بعيدا لحمايتهم، وكانوا في بعض الأحيان يشقون طريقهم إلى غرف المبنى وهم على بُعد أمتار قليلة من مثيري الشغب.وفي تسجيل صوتي مذعور سُمع مسؤولون أمنيون يطلبون الدعم. Reutersكاميرات المراقبة الأمنية كشفت مدى اقتراب مثيري الشغب من أعضاء الكونغرس وسردت المندوبة الديمقراطية ستايسي بلاسكيت الموقف دقيقة بدقيقة وتحدثت عن الحشود الغاضبة وما تم من أحداث عنف، بعد ساعات من حملات الترويج لمزاعم تزوير الانتخابات.وقالت بلاسكيت، التي قدمت أدلة في القضية، إن الرئيس السابق "شجع عمدا" العنف و"استهدف أشخاصا بعينهم" ومنهم شخصيات بارزة، بما في ذلك نائبه مايك بنس.كما تم الكشف لأول مرة عن رسائل صوتية مسجلة من أجهزة راديو الشرطة ومقاطع فيديو من الكاميرات الأمنية في المبنى، وأوضحت بلاسكيت أن أحداث العنف كانت منتشرة في كل مكان بالمبنى.ويظهر مقطع فيديو السيناتور الجمهوري ميت رومني، وهو يستدير ويركض في ردهة الكابيتول أثناء اقتحام أنصار ترامب، بينما يحذره ضابط شرطة من اقتراب المقتحمين من المكان.وكان واضحا مدى قرب أنصار ترامب من أعضاء الكونغرس بعد اقتحامهم لمبنى الكابيتول.واقتحم مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن تجمع الآلاف لدعم مزاعم كاذبة بشأن وجود عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.ورفض ترامب الإقرار بخسارة السباق الرئاسي لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكرر مزاعم لا أساس لها حول عمليات تزوير.ولقي خمسة أشخاص مصرعهم، من بينهم أحد أفراد الشرطة في الكابيتول، خلال اقتحام الكونغرس.وسيقدم محامو ترامب دفاعهم في القضية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكنهم بالفعل دفعوا بأن المحاكمة ضد ترامب "ذات دوافع سياسية وغير دستورية".وتتطلب إدانة ترامب موافقة أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، وهو مقسم حاليا بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين، ومن المرجح ألا تتم إدانة ترامب لأن غالبية أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين لا يؤيدون ذلك حتى الآن.وإذا ما أُدين، يمكن منعه من تولي أي منصب فيدرالي مرة أخرى. ماذا حدث يوم الأربعاء؟ بعد تصويت إجرائي حول دستورية الإجراءات يوم الثلاثاء، جلس أعضاء مجلس الشيوخ خلال اليوم الأول لعرض الأدلة في المحاكمة، وأمام كل جانب 16 ساعة لعرض قضيته.وقال جيمي راسكين، مدير فريق الإدعاء ضد ترامب، إن الرئيس السابق لم يكن "متفرجا بريئا" على أعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي بعد أن "أشاد بها وشجعها ورعاها" لعدة أشهر من قبل.واستخدمت منشورات ومقاطع فيديو لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، لتوضيح كيف قضى أسابيع في ترويج "كذبة كبيرة" مفادها أن الانتخابات قد "سُرقت منه".وقاموا بتحليل لقطات لخطاب ترامب يوم 6 يناير/ كانون الثاني، وقالوا إنه اعتاد على "تأجيج" المؤيدين بشدة، وذلك قبل توجيههم للتوجه إلى مبنى الكابيتول.وعُرضت لقطات من مواقع مؤيدة لترامب كدليل على أن المتشددين في قاعدة داعميه قد شجعهم خطابه للتخطيط المسبق للهجوم.وأظهرت لقطات أمنية لم يتم نشرها من قبل كيف أن مثيري الشغب، ومنهم من كان يرتدي السترات الواقية من الرصاص، قاموا باختراق المبنى بعنف وبحثوا عن المشرعين الذين تجمعوا للتصديق على نتيجة الانتخابات.وفي أحد المقاطع، شوهد السيناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، وهو يدخل إلى منطقة آمنة في حراسة ضابط شرطة في الكابيتول.وأظهر مقطع فيديو آخر نائب الرئيس بنس وعائلته أثناء إخراجهم وسط هتافات من جانب البعض بين الحشود للمطالبة بشنقه لأنه رفض الاعتراض على التصديق على النتيجة. Reutersمديرو الإدعاء استخدموا مقاطع فيديو لتحريض ترامب أنصاره على الذهاب للكونغرس يوم اقتحامه وفي مشهد آخر، سُمع موظفون تابعون لنانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، وهم يهمسون أثناء الاختباء من مثيري الشغب الذين اقتحموا وصرخوا بحثا عنها "أين أنت يا نانسي".وكانت بعض اللقطات التي عُرضت يوم الأربعاء دموية. وأظهرت لقطات هاتف محمول مقتل واحدة من أنصار ترامب بالرصاص أثناء محاولتها دخول ردهة مجلس النواب، وأظهر مقطع فيديو آخر رجل شرطة من مكافحة الشغب وهو يصرخ من الألم بعد أن سحقته الحشود في مدخل الباب.وقال النائب خواكين كاسترو: "ترك الرئيس ترامب الجميع في مبنى الكابيتول ليموتوا". ماذا سيحدث بعد ذلك؟ سيستمر الديمقراطيون في مناقشة القضية للدفع بالإدانة يوم الخميس، قبل أن يتخذ فريق ترامب موقف الدفاع عنه.وأوضح محاموه بالفعل حجتهم بأن القضية المرفوعة ضده غير عادلة وأكدوا أنه لم يشجع أنصاره على العنف.ومن المتوقع أن تستمر المداولات حتى نهاية الأسبوع عندما تتاح لأعضاء مجلس الشيوخ فرصة لطرح الأسئلة.ليس من الواضح ما إذا كان القائمون على إجراءات المساءلة سيمددون الجدول الزمني بعد ذلك من خلال طلب تسمية الشهود أو استدعائهم للمحكمة، على الرغم من أن ترامب قد رفض بالفعل الإدلاء بشهادته طواعية.ويقال إن المشرعين من كلا الجانبين يفضلون إجراء محاكمة سريعة، وقد يتم إجراء تصويت في مجلس الشيوخ بشأن تبرئة أو إدانة ترامب في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.وصوّت ستة جمهوريين فقط على أن المحاكمة كانت دستورية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو عدد قليل جدا لا يضمن إدانة ترامب التي تتطلب موافقة 17 عضوا جمهوريا على الانضمام للديمقراطيين في التصويت النهائي.ووصفت السيناتور سوزان كولينز، العرض التقديمي الذي قدمه مجلس النواب يوم الأربعاء بأنه "مثير للانتباه" و"مقنع"، وكان هناك تركيز شديد فيما يُعرض.وقالت السيناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي للصحفيين "بعد أن يرى الجمهور الأمريكي القصة الكاملة معروضة هنا... لا أرى كيف يمكن إعادة انتخاب دونالد ترامب للرئاسة مرة أخرى".