لا تزال بعض الدول الإفريقية عصيّة على التحريك والخروج من موقعها القديم المؤيد لجبهة البوليساريو، وأبرزها جمهورية نيجيريا عملاق الغاز والبترول على المستوى الإفريقي، الذي يلعب على حبل التوزان في علاقته بالمغرب والجزائر. مباشرة بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس مع رئيس جمهورية نيجيريا، محمد بوهاري أُعلن عنها يوم 31 يناير الماضي، أعلنت جبهة البوليساريو أن عضوها محمد سالم ولد السالك الذي يحمل صفة وزير خارجية "الجمهورية العربية الصحراوية" المعترف بها من طرف واحد، استقبله وزير خارجية نيجيريا جوفرى ونيياما وسلمه رسالة بعث بها زعيم الجبهة إبراهيم غالى إلى الرئيس النيجيري. وفاتح ولد السالك الجانب النيجيري في ملف الصحراء والأحداث الأخيرة أبرزها تطويق القوات المسلحة الملكية معبر الكركرات لتأمين عبور الأفراد والبضائع وإعلان البوليساريو الخروج من اتفاق وقف إطلاق النار. وكان الملك ورئيس نيجيريا قد عبرا عن عزمهما المشترك "على مواصلة المشاريع الاستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، ولا سيما خط الغاز نيجيريا-المغرب وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا"، وفق ما ورد في بلاغ للديوان الملكي صدر يوم الأحد 31 يناير. كما عبر الرئيس بوهاري عن تشكراته للملك محمد السادس على دعم المملكة التضامني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، لا سيما من خلال تكوين الأئمة النيجيريين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات. نيجيريا التي لا تريد فقدان حليفها الجزائري الذي يدعم ويرعى البوليساريو على أرضه، تطمح في الآن ذاته إلى الخروج من عزلتها الجغرافية وبُعدها عن الزبون الأوروبي ومنافسة الجزائر في سوق الغاز، والطريق يبدو أنها سالكة عبر المغرب في انتظار إيجاد حل واقي من المخاطر الأمنية على مستوى الدول التي سيعبر عبر أراضيها.