مباشرة بعدما أعلنت السعودية الثلاثاء عودة العلاقات الكاملة بين الدول المقاطعة وقطر بعد قمة خليجية في مدينة العلا السعودية، ظهر لكثير من المتتبعين، أن صوت الحكمة التي تتحلى بها الدبلوماسية المغربية في دعم كافة الجهود السلمية التي بذلت لحل الأزمة الخليجية، قد تجسدت في اتفاق المصالحة، حيث تغلبت روح المصلحة العامة والتفكير الإيجابي على كل الخلافات الهامشية والتوترات الزائدة. الدبلوماسية المغربية، التي طالما نادت بالحوار، منذ بداية اندلاع الأزمة الخليجية، ظهرت ثمارها في قمة العلا السعودية، حيث كانت أولى النتائج الإيجابية هو تشبث أعضاء المجلس التعاون الخليجي بموقفهم الثابت في دعم السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.
وقد كان البلاغ الختامي لقمة "العلا"، التي شهدت نهاية الخلاف بين دول الخليج، واضحا في التأكيد على موقف دول المجلس من قضية الصحراء المغربية، وأهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمغرب.
وأكد قادة الخليج في البيان الختامي لقمة العلا الخليجية على ضرورة الدفع بخطط العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي و المملكة المغربية. كما حدد تأكيده على مواقفه الثابتة من الوحدة الترابية للمملكة و دعمه للتدخل السلمي للقوات المسلحة الملكية في 13 نونبر من أجل تأمين حركة مرور الأشخاص و البضائع بمعبر الكركرات الحدودي بين المملكة و عمقها الافريقي.
كما جدد البيان، التأكيد على مواقف دول الخليج وقراراتها الثابتة في دعم سيادة المغرب ووحدة أراضيه، معربا عن تأييده للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لإرساء حركة التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية.
وشدد البيان الختامي على رفض قادة دول الخليج لأي أعمال أو ممارسات من شأنها التأثير على حركة المرور في منطقة الكركرات.
وترأس القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعرفت حضور الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما حضر أعمالها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير خارجية مصر سامح شكري، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.