كشفت دراسة حديثة أن فيروس كورونا يمكن أن يتسبب في ضرر للحيوانات المنوية لدى المصابين به، حتى بعد أسابيع من تعافيهم، ما يؤشر على أن الإصابة بالفيروس قد تقلل الخصوبة لدى الذكور. وتؤكد الدراسة أن "الرجال الذين أصيبوا بأعراض طفيفة، كانت نوعية الحيوانات المنوية لديهم طبيعية على نطاق واسع، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للذين أصيبوا بالمرض بشكل متوسط أو حاد، حتى بعد الشفاء".
وأضافت الدراسة ان الحيوانات المنوية "انخفضت لدى هؤلاء الرجال ا بنحو 50% في المتوسط لكل مليلتر، كما انخفض الحجم الإجمالي للقذف، وحركة الحيوانات المنوية".
ويعكس هذا الرقم اختبارات تم إجراؤها بعد حوالي شهر من تشخيص الإصابة.
وأعرب الباحثون الذين أجروا الدراسة عن قلقهم من أن أقلية من الرجال الذي أصيبوا بكورونا قد يواجهون مشاكل في الخصوبة أو حتى "عقم دائم"، لكنهم لفتوا إلى أن الأطباء بحاجة إلى مراقبة الحيوانات المنوية للمرضى المتعافين بعد أشهر من التعافي لمعرفة المزيد.
وشدد الباحثون على أنهم لا يعرفون ما إذا كانت هذه الآثار يمكن أن تزول، وأوضحوا أن أمراضا أخرى من عائلة الفيروسات التاجية، مثل النكاف وسارس، تترك تأثيرا طويل المدى على الخصوبة لدى المرضى الذكور.
وجدير بالذكر أن دراسة ألمانية قبل أشهر كانت أكدت أن الإصابة بالعقم بسبب كورونا هو امر لا يمكن استبعاده، إذ بينت الأبحاث أن الفيروس لا يصيب الجهاز التنفسي فقط، بل ينتقل ليصيب مناطق أخرى في جسم الإنسان.
في سياق متصل قالت سيميل سيمين الباحثة في علم الأجنة من جامعة غازي للعلوم الصحية في أنقرة بتركيا، في ورقة بحثية الشهر الماضي ، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في الأدوار التي يمكن أن تلعبها بروتينات الخلية المضيفة الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) والبروتياز الغشائي سيرين 2 (TMPRSS2) في العدوى نظرًا لأن كلا البروتينين المتورطين في دخول الفيروس لهما مستويات عالية يعبر عنها في الجهاز التناسلي الذكري.
وتضيف سايمن: "هناك عدد محدود جدًا من البيانات حول تأثيرات COVID-19 على خصوبة الذكور ، لذلك أصبح موضوعًا مهمًا للباحثين".