سحبت جبهة البوليساريو الانفصالية أفرادها من المنطقة العازلة بمعبر الكركرات الحدودي بعد أن قطعوا الطريق أمام المدنين وأغلبهم من سائقي الشاحنات التجارية ونشروا الفوضى لأيام متتالية، وجاء ذلك مباشرة بعد أن أعلن الملك محمد السادس جاهزية المغرب للتدخل بقوة وحزم. ورغم أن البوليساريو دعت مسلحيها، يوم السبت، دقائق قليلة بعد نهاية بث الخطاب الملكي، عقب اجتماع طارئ حضره زعيمها ابراهيم غالي إلى الدخول في "حالة طوارئ قصوى والتجند واليقظة"، إلا أنها تراجعت وطلبت من عناصرها عند معبر الكركرات العودة من حيث أتوا. الجبهة أعلنت وفق بيان نشرته في موقعها الالكتروني عن "حالة طوارئ قصوى" ودعت إلى "أعلى درجات اليقظة والتجند لمواجهة كافة الاحتمالات"، وتقول البوليساريو إنها أخذت "علما بتواجد حشود من القوات المغربية خلال اليومين السابقين في مواجهة المدنيين الصحراويين العزل المحتجين أمام الثغرة غير الشرعية بمنطقة الكركارات"، وفق نص البيان. جاء ذلك بعد أن دخلت القوات المسلحة الملكية في مرحلة تأهب استعدادا لأي تطور محتمل وحشدت الجنود وعدد من المركبات العسكرية، كما أن المفتش العام الجنرل عبد الفتاح الوراق حضر شخصيا إلى المنطقة، بالإضافة إلى تنقل عدد من الجنرالات وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية والمخابرت إلى مدينة الداخلة أمس الأحد. وسمح تراجع أفراد البوليساريو إلى مواقعهم خارج المنطقة العازلة، بالعودة التدريجية لحركة المرور في معبر الكركرات الحدودي، حيث تأثرت كثيرا السوق الموريتانية التي تعتمد على المغرب كمورد أساسي للخضر والفواكه.