Getty Images اعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن الخطوة في مؤتمر صحفي في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري ناقشت صحف عربية الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، بشأن إجراء محادثات حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد أعلن التوصل إلى اتفاق إطار لبدء محادثات غير مباشرة، بعد منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، سيمثل فيها الجيش اللبناني بلاده تحت رعاية وإشراف الأممالمتحدة. وناقش كُتَّاب مغزى الوساطة الأمريكية وموقف حزب الله، بينما تساءل آخرون عما إذا كان هذا الاتفاق بداية لتطبيع لبناني للعلاقات مع إسرائيل. أين موقف حزب الله؟ يقول منير الربيع في "المدن" اللبنانية: "بما أن المبادرة الفرنسية فشلت، ونجحت المبادرة الأمريكية في مسألة ترسيم الحدود، يعني أن إيران وحزب الله اختارا التفاوض مباشرة مع الأصيل، وليس مع الوكيل ولو كانت فرنسا". ويتابع: "قد يكون هدف أمريكا من إعلان الاتفاق تحقيق المزيد من التنازلات، من الجانب اللبناني وحزب الله خصوصاً. أو استمرارها في الضغط على حلفاء الحزب كي ينفضوا من حوله، خوفاً من العقوبات. وهناك تفسيرات تفيد أن الموقف الأمريكي سيبقى على حاله، معتمداً مرونة في المضمون، لأن حزب الله قدّم تنازلاً ولو بسيطاً". وتتساءل "رأي اليوم" اللندنية في افتتاحيتها عن غياب توضيح من حزب الله، وتثير شكوك حول مغزى زيارتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان. وتقول: "يبدو أن زيارات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للبنان لم تكن من أجل التسريع بتشكيل حكومة لبنانية، وربما جرى استغلال هذه المسألة كتغطية للضغط على الكتل السياسية اللبنانية، ورئاسة الجمهورية للقبول بهذا الاتفاق الأمريكي، وقبل الانتخابات الأمريكية، وأن هناك تنسيقاً بين فرنساوأمريكا في هذا المضمار". وتضيف الجريدة: "كثيرون ونحن من بينهم، لم نصدق بعض التسريبات التي كانت تقول إن لبنان سيكون من بين الدول السبع المطبعة، التي تحدث عنها بومبيو ورئيسه ترامب، بعد توقيع الاتفاقين الإماراتي والبحريني... وربما من الحكمة أن ننتظر ما ستقوله قيادة الحزب في هذا الشأن، توضيحاً لموقفها وتبديداً للشكوك". غير أن "القدس العربي" اللندنية نقلت عن كاتب، في جريدة "يديعوت" الإسرائيلية، قوله إن "هذه ليست مؤشرات سلام وليست تطبيعا،ً ولا حتى مؤشرات غاز (النزاع بين البلدين على حقول الغاز في البحر المتوسط). ما يقف خلف الموافقة اللبنانية على استئناف المحادثات مع إسرائيل حول الحدود البحرية هي مؤشرات جوع، وضائقة اقتصادية وتفكك اجتماعي وسياسي لبلاد الأرز". ويضيف الكاتب: "في أثناء السنة الأخيرة انهار الاقتصاد اللبناني. وأصبحت ملحة حاجة الوصول إلى تسوية سريعة تسمح ببدء التنقيبات عن الغاز، الذي سيملأ صندوق الدولة وصندوق حزب الله. فاحتمالات الغاز أمام الشاطئ هي الذخر الوحيد، الذي يمكن للبنان أن يعرضه اليوم كضمانة، لتلقي المساعدة الاقتصادية من العالم. ومن ناحية إسرائيل، هذه فرصة جيدة للتوصل إلى حل وسط تسعى إليه منذ عقد". "انتصار للدبلوماسية الأمريكية" وتشير رلى موفق في "اللواء" اللبنانية إلى أن "مجرى الأمور في لعبة عضّ الأصابع الدائرة بين واشنطن وطهران، وقرار إيران وأذرعها بعدم الإسهام بمنح المرشح ترامب هدايا انتخابية قبل الاستحقاق الرئاسي، يمكن أن يوظفها لصالحه أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، يطرحان تساؤلاً مشروعاً عن التوقيت الذي يأتي بعد التطبيع الإماراتي - البحريني مع إسرائيل، ليضيف انتصاراً جديداً للدبلوماسية الأمريكية، بما يجعل لبنان الدولة الجديدة الذاهبة إلى بدء التفاوض مع إسرائيل". AFP يهدف التفاوض إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. صورة أرشيفية من جانبها، أبرزت "أخبار الخليج" البحرينية في عنوان ترحيب المنامة بالاتفاق، مضيفة أن وزارة الخارجية البحرينية تشيد "بالوساطة والجهود الطيبة، التي بذلتها الحكومة الأمريكية لتسهيل التوصل إلى هذا الاتفاق، الذي من شأنه أن يفتح فرصة مواتية للتفاوض المباشر بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، لما من شأنه حفظ مصالح البلدين، وتحقيق مزيد من الاستقرار والسلم والازدهار في المنطقة". كما أبرزت "الشرق الأوسط" اللندنية ترحيب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بما وصفه "بالاتفاق التاريخي" بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود. "ضبابية تلف لبنان" تحت عنوان "ترسيمان يتصدران مشهد لبنان: الحدود والحكومة"، تشير وفاء عواد في "البيان" الإماراتية لما وصفته ب "الضبابية"، التي تلف لبنان والمنطقة. وتقول: "لا تفاوض مباشر ولا فصل بين البر والبحر، ولا تنازل عن نقطة ماء ولا ذرة تراب، فقد أجمع مراقبون على أنّ انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، تحت مظلة الرعاية والوساطة الأمميةوالأمريكية، سيكون محفوفاً بإمكان استهلاك أشهر وربما سنوات، قبل التوصل لاتفاق نهائي على الترسيم المزدوج والمتزامن والمتلازم، للحدود اللبنانية - الإسرائيلية براً وبحراً".