ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي من عقد إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لاتفاق " سلام تاريخي" ،جاء تتويجا لمسلسل من المبادرات الإماراتية التطبيعية مع الكيان الصهيوني ، يفرض ، التدقيقات التالية، : -, هذا الاتفاق ليس اتفاق سلام ، لسبب بسيط هو أن الإمارات ع م لم تكن يوما في حرب مع إسرائيل ، وليست بالتالي ، مفوضة من طرف من هم في صراع معها، اي الشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة كي تتحدث عن اتفاق سلام مع كيان استيطاني توسعي عدواني يأسر شعبا بكامله داخل كانتوهات، وسجون ، وملاجىء، ويقضم يوميا ما تبقى لسلطته الوطنية من فتات اتفاق أوسلو السيء الذكر.. _ انه ، بالواضح ، اتفاق اذعان وترسيم للتطبيع الشامل، وتفريط في الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني، وخروج عن الحد الأدنى من ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام . _ وبوضع هذا الاتفاق في سياق معطيات الظرفية الإقليمية وتناقضاتها الجيواسترتيجية، يتضح مدى انسجامه مع الرؤية الأمريكية الصهيونية الخليجية المسماة "بصفقة القرن" التي جعلت من أولى رهاناتها بناء تحالف سعودي، مصري، اماراتي، بحريني مع إسرائيل لمواجهة محور المقاومة في المنطقة، وايران التي يراد تحويلها إلى تناقض رئيسي وعدو اول لشعوب ودول المنطقة.!! _ ويأتي الاعلان عن هذا الاتفاق التطبيعي، الذي باركته مصر السيسي ، واعتبرته قرارا تاريخيا ،! في وقت تتوجه فيه اصابع الاتهام الى حكومة نتانياهو، المنبوذ شعبيا ، والمتابع قضائيا ،في انفجار مرفأ بيروت .. _ يستبلدنا المسؤولون الإماراتيون بصفاقة ، حينما يعتبرون أنهم بهذا الاتفاق حققوا " أنجاز ا دبلوماسيا تاريخيا" يتمثل في "وقف ضم اجزاء من الضفة الغربية!" وذلك رغم تكذيب السفير الامريكي في اسرائيل لذلك، وتأكيد نتانياهو وترامب ، راعي الاتفاق ، بأن الضم قرار مؤجل لا غير ، وتجميده مؤقت … _ لقد قدمت دولة ا ع م للكيان الصهيوني ، وهو يختنق بأزماته الداخلية ، وترتعد فرائصه من سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، لحظة ثمينة ليتنفس ، على حساب شعب فلسطين وحقوقه المغتصبة وفي مقدمتها حقه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس ،و التي بدونها لن تقوم لأي سلام قائمة… _ وللكلام بقية