كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، حقيقة ما تداولته مصادر صحفية اسبانية، من كون المغرب عرض على الجيش الأمريكي نقل قاعدته العسكرية البحرية "روتا" بجنوب غرب إسبانيا إلى القصر الصغير. جاء ذلك، في بيان للسفارة الأمريكية بالرباط، أكدت من خلاله أن "الولاياتالمتحدة لا تعتزم نقل قواتها وموادها من قاعدة روتا البحرية في جنوب إسبانيا إلى القاعدة المغربية في القصر الصغير". وقال البيان الذي نشر بعد نشر معلومات بوسائل إعلام إسبانية في هذا الصدد أن "الولاياتالمتحدة لم تتلق أي عرض من المغرب بنقل القاعدة البحرية الأمريكية من روتا إلى القصر الصغير"، وأن "التقارير التي تفيد بأن الاتفاقية ستنتهي قريبا، بين البحرية الأمريكية وقاعدة روتا غير دقيقة". وظهرت معلومات هذا النقل النهائي إلى المغرب، التي كانت متداولة لعدة أيام، لأول مرة، يوم الأحد الماضي، في صحيفة "إِلْ إسبانيول" الإسبانية، وتداولتها وسائل إعلام مختلفة في وقت لاحق على مدار الأسبوع. وفي القصر الصغير، وهي بلدة تقع في منتصف الطريق بين سبتة وطنجة، تمتلك البحرية المغربية قاعدتها البحرية الخامسة التي تعمل منذ عام 2017 حيث يمكن لفرقاطة "فريم" (FREMM)، متعددة المهام، وثلاث فرقاطات "سيغما" (Sigma) أن ترسو. وشاركت قاعدة "روتا" الأمريكية، الموجودة منذ عام 1953 بالجنوب الإسباني، في برنامج الناتو للدفاع الصاروخي الباليستي منذ عام 2013، مما سمح بوجود أربعة مدمرات في "روتا" مجهزة بنظام رادار "AEGIS"، وهو جزء أساسي من نظام مكافحة الصواريخ التابع للحلف. وبحسب ما أوردته تقارير صحفية اسبانية، فان المفاوضات بين مدريد وواشنطن، حول تجديده اتفاق التعاون العسكري بين الطرفين، قد بدأت منذ مدة، غير أن احتمال نقل الولاياتالمتحدة عناصرها العسكرية والمدنية من قاعدتها في اسبانيا التي تضم 4250 عنصرا عسكريا و1000 مدني، أثار مخاوف لدى الجناح المتوجس من المغرب داخل الحكومة الإسبانية. وفي ذات الصدد، قال مصدر عسكري مغربي، إنه منذ السبعينات دأبت بعض الأوساط السياسية اليمينية الإسبانية الموالية للولايات المتحدةالأمريكية، إخراج ورقة "الخطر المغربي" للضغط على الحكومة المركزية للحفاظ على التواجد العسكري الأمريكي بقاعدة "روتا" الاستراتيجية للجيوش الأمريكية سواء بحوض المتوسط أو أفريقيا. بل أن طائرات الاف18 الاسبانية كانت هدية أمريكية من أجل ابقاء تواجدهم بروتا وتعديل العقد بين الدولتين من أجل توفير بنيات تحية أهم للاساطيل الأمريكية. ونفى ذات المصدر، جملة و تفصيلا ما تم تناوله من طرف الصحافة الإسبانية، مشيرا أن قاعدة القصر الصغير لا توفر حتى عشر ما توفره حاليا قاعدة روتا للولايات المتحدةالأمريكية، خاصة لايواء جزء ليس فقط من أساطيلهم البحرية.