ألغت الحكومة الإسبانية زيارة كانت مرتقبة لعاهل البلاد الملك فيلبي السادس إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، تفاديا للتوتر مع المغرب. وقالت صحف إسبانية، الاثنين، إن القصر الإسباني تراجع عن إدراج مدينتي سبتة ومليلية في أجندة زيارات الملك بعد رفع حالة الطوارئ الصحية. وأضافت هذه المصادر أن سبتة ومليلية كانتا ضمن برنامج زيارات العاهل الإسباني حتى مساء الجمعة الماضي قبل أن تتدخل الحكومة.
وأوضحت الصحف الإسبانية أن إلغاء زيارة المدينتين الواقعتين شمالي المغرب، جاء ل"تجنب رد فعل غاضب من الرباط".
وقال العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بمرتيل بالمغرب، إن "زيارة الملك الإسباني تكون بمبادرة من الحكومة، لأن الملك يسود ولا يحكم، والحكومة من تتحمل المسؤولية السياسية لتصرفات الملك".
وأضاف بوخبزة "السلطات المغربية سبق لها أن عبرت عن رفضها لزيارة خوان كارلوس إلى مدينة مليلية المحتلة، حدث ذلك عام 2007، وهي آخر زيارة لعاهل إسباني لإحدى المدينتين".
وتابع الخبير المغربي موضحا أن "إعادة النظر في برمجة الزيارة، يندرج في إطار الرغبة في عدم تعكير صفو العلاقات الثنائية، التي تمر بمرحلة مهمة جدا".
وأكد أن "الحكومة الإسبانية تعي جيدا أهمية تثمين العلاقة بالمغرب، وعين العقل أن يتم إلغاء الزيارة، في الوقت الذي توضع جميع القضايا الخلافية جانبا". وقالت مصادر سياسية إن الملك فيلبي السادس تعرض إلى ضغوط للقيام بزيارة رسمية لمليلية وسبتة، وذلك بإدراج القصر الثغرين المحتلين ضمن الجولة الملكية للأقاليم التي تتمتع بحكم ذاتي، كالأندلس وجزر الكناري وغيرها.
وأكد متحدث باسم قصر "ثارثويلا" الملكي، في وقت سابق، خبر إعداد البلاط الإسباني لزيارة المدينتين دون تحديد موعد نهائي، مبررا الأمر بكون الأجندات لا تزال مغلقة نتيجة الوضع الصحي الحالي الناتج عن تفشي وباء كورونا.
وكان الملك فيليب السادس قد أدى في الماضي زيارة شملت جميع مناطق إسبانيا بما في ذلك جزر الكناري، لكنه أجّل في كثير من الأوقات زيارته لسبتة ومليلية المحتلتين.
وترجح مصادر دبلوماسية وسياسية أن الملك فيليب لا يريد أن يكرر ما قام به والده الملك السابق خوان كارلوس، وأن يتسبب مرة أخرى في تشنج علاقات بلاده مع المغرب ويسعى للحفاظ على علاقة الصداقة التي تجمعه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس.
ورغم التأجيلات المتكررة لا يستبعد مراقبون رضوخ الملك فيليب السادس لضغوط أطراف وازنة يمينية، للقيام بالزيارة، ما يعني تأزم العلاقات المغربية الإسبانية مرة أخرى. ويرفض الاتحاد الأوروبي اعتبار المدينتين جزءا من التراب الأوروبي، فيما يؤكد المغرب مسألة مغربية المدينتين وهي محلّ إجماع رسمي وشعبي.