بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وفد برلماني ليبي، تهيئة المناخ السياسي في ليبيا واستكمال اتفاق الصخيرات. والتقى شكري (الأحد) بالقاهرة وفدا برلمانيا ليبيا يضم 40 برلمانيا يمثلون مختلف المدن الليبية، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
وبحسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أكد وزير الخارجية المصري علي اهتمام بلاده بتهيئة المناخ السياسي الملائم من أجل مواصلة الحوار بين مختلف الأطياف السياسية في ليبيا، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق التوافق بين مختلف مكونات الشعب الليبي.
كما أكد على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الصخيّرات، منوهاً إلى حرص مصر على قيام مجلس النواب باعتماد حكومة الوفاق الوطني، ودعم الجيش الليبي فى معركته ضد الإرهاب.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن وزير الخارجية أكد حرص مصر على تقديم كافة أشكال الدعم لمؤسسات الدولة الليبية من أجل ضمان أمن واستقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
وأضاف أبو زيد أن شكري شدد على وحدة المصير والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان، لاسيما في ظل تصاعد خطر الإرهاب، مؤكداً أن أمن ليبيا يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأمن القومي المصري.
في المقابل، أعرب البرلمانيون الليبيون خلال اللقاء عن تقديرهم الشديد للدور المصري بالتواصل مع مختلف الأطراف المعنية تفعيلاً للمسار السياسي في ليبيا ودعماً لاتفاق الصخيرات، بحسب أبو زيد.
واعربوا عن تطلعهم لاستمرار الدور المصري إقليمياً ودولياً حفاظاً على وحدة الدولة الليبية وحمايةًً لمؤسساتها الوطنية، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر وليبيا وتعزيز آليات التعاون المشترك في المجالات التجارية والاقتصادية.
من جانبه، أكد محمد الرعيض، عضو وفد مجلس النواب الليبى، في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، أن مجلس النواب سينعقد فى القريب العاجل وبمساعدة مصر، حتى يتمكن من منح الثقة للحكومة الليبية أو يرفضها .
واستطرد الرعيض قائلا "و قد أجمعت الأراء على أنه لابد من دعم الاتفاق السياسي و متابعة تطبيقه".
و عن أسباب استمرار الخلاف الراهن فى ليبيا أوضح أن هناك مجموعة بسيطة جدا من 15 أو 20 شخصا لا تريد الاتفاق السياسي لمصالح شخصية حسب قوله.
وأوضح أن هذه المجموعة سبق ووافقت على الاتفاق السياسي فى جلسة 25 يناير ، و لكنهم الآن يعودون مرة أخرى و يرفضون الاتفاق السياسي .
وحول الضربة الأمريكية الأخيرة ضد داعش فى ليبيا، قال "إننا دائما ضد الإرهاب و ندعم أى طرف يعاوننا على ضربه، لأن الإرهابيين ليسوا ليبيين بل أجانب من الخارج يحاولون إحداث مشاكل فى ليبيا.
وأشار إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل من الجيش الليبي فى المنطقة الشرقية الغربية لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أنه سيتم القضاء على كل الدواعش فى سرت خلال أيام .
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني شكل غرفة عمليات تحرير مصراتة سرت من عناصر تنظيم الدولة "داعش" في مايو الماضي ، بعد هجوم كبير للتنظيم سيطر من خلاله على عدد من البلدات والمدن القريبة من مصراتة (200) كم شرق طرابلس ، قبل أن استعادتها من قبل قوات "الرئاسي الليبي" .
وفرضت قوات حكومة الوفاق مؤخراً سيطرتها على معظم أحياء مدينة سرت ، ولم يتبق لتنظيم الدولة سوى 5 كم يسيطر عليها ، بحسب تصريح صحفي للعميد محمد الغصري المتحدث العسكري لغرفة عمليات قوات "البنيان المرصوص" .
وتسببت المعارك بين قوات حكومة الوفاق وبين عناصر داعش ، بسقوط أكثر من 500 قتيل وأكثر من 200 جريح في صفوف الطرفين ، بحسب مصادر شبه رسمية .
بدوره، أكد عضو مجلس النواب الليبي ، فرج بوهاشم، أن اللقاء خصص لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الليبية وتوضيح بعض الأمور الخاصة بالاتفاق السياسي.
وأضاف بوهاشم أن وزير الخارجية المصري أكد خلال اللقاء دعم مصر المستمر والمساند لليبيا وسعيها لاستقرارها، وأنه طالب الجانب الليبي بمضاعفة الجهود والتأكيد على شرعية مجلس النواب ورفع الحظر عن الجيش ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.