انضم النجم الدولي المغربي أشرف حكيمي إلى قافلة اللاعبين المناهضين للعنصرية وطالب بالعدالة للأميركي جورج فلويد الذي قتل على يد الشرطة. وأبقى دورتموند على آماله الضئيلة باحراز اللقب للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012 بفوزه الكبير على ضيفه المتواضع بادربورن متذيل الترتيب 6-1 بفضل ثلاثية سانشو، فيما صعد مونشنغلادباخ الى المركز الثالث موقتا بفوزه على أونيون برلين 4-1 بفضل ثنائية تورام.
ودخل دورتموند ملعب “بنتيلر ارينا” الذي غاب عنه الجمهور، على غرار جميع الملاعب الأخرى بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو يبحث عن تعويض الخسارة المكلفة التي تلقاها في منتصف الأسبوع على أرضه ضد غريمه بايرن ميونيخ (صفر-1)، ما سمح للنادي البافاري بتوسيع الفارق الى 7 نقاط.
ووصل الفارق بين الغريمين الى 10 السبت بعد الفوز الكاسح الذي حققه بايرن على فورتونا دوسلدورف (5-صفر)، إلا أن رجال السويسري لوسيان فافر أعادوه الى 7 قبل خمس مراحل على ختام الموسم.
وأكد الحارس السويسري لدورتموند رومان بوركي “أننا سنقدم كل ما نملكه من أجل الفوز بكل مباراة” من الآن وحتى نهاية الموسم، في محاولة لوضع حد لاحتكار بايرن على اللقب طيلة سبعة مواسم متتالية.
وبغياب الهداف النروجي إرلينغ هالاند والقائد ماركو رويس للإصابة، بدأ سانشو اللقاء أساسيا للمرة الأولى منذ استئناف الدوري، ولعب في الخط الأمامي الى جانب السويسري تورغان هازار ويوليان براندت.
وكانت العودة الى التشكيلة موفقة للإنكليزي الشاب الذي استغل فرصة التسجيل لإظهار تضامنه مع فلويد الذي لقي مصرعه على يد الشرطة خلال اعتقاله في مينبابوليس، ما تسبب بأعمال عنف في أنحاء البلاد احتجاجا على العنف غير المبرر ضد الأميركيين من أصول إفريقية.
وخلافا لمباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 3-3 بعد أن كان دورتموند متخلفا أمام جماهيره بثلاثية نظيفة، لم يقدم الفريقان شيئا يذكر في الشوط الأول، ثم تحسن أداء دورتموند في الثاني حتى نجح في افتتاح التسجيل عبر هازار الذي سقطت الكرة أمامه بعد أن تدخل الحارس تسينغيرله لقطع عرضية إيمري جان، فتابعها السويسري في الشباك الخالية (54).
وسرعان ما أضاف دورتموند الثاني عبر سانشو الذي وصلته الكرة على طبقة من فضة بتمريرة عرضية من براندت، فسدد الكرة في الشباك دون معاناة (57).
واحتفل سانشو بلفتة تضامنية مع فلويد، وذلك بارتدائه قميصا تحت قميص الفريق ك ت ب عليه “العدالة لجورج فلويد”.
وعاد بادربورن الى أجواء اللقاء من ركلة جزاء نفذها أوي هيونيماير (72)، إلا أن سانشو ضرب مجددا بكرة بيسراه من مشارف المنطقة (74).
وعزز المغربي أشرف حكيمي تقدم دورتموند بهدف رابع في الدقيقة 85 بتسديدة أرضية في الزاوية اليمنى بعد مجهود فردي وتمريرة من البديل مارسيل شميلتسر الذي أضاف بنفسه الخامس بعد عرضية من البديل الآخر البلجيكي أكسل فيتسل (89).
واختتم سانشو المهرجان التهديفي بهدفه الشخصي الثالث (الثلاثية الأولى في مسيرته الشابة) إثر هجمة مرتدة سريعة (90+1)، رافعا رصيده الى 17 هدفا في الدوري هذا الموسم، إضافة الى 16 تمريرة حاسمة.
كما أصبح رصيد دورتموند من الأهداف 80 في الدوري هذا الموسم، وهو رقم قياسي جديد للنادي بعد 29 مرحلة، على بعد هدفين فقط من الرقم القياسي المطلق (82 هدفا في موسم 2015-2016).
وبدوره، حقق مونشنغلادباخ فوزه الثاني بعد العودة من التوقف، بتغلبه دون معاناة على ضيفه أونيون برلين 4-1 في مباراة تألق خلالها تورام بتسجيله ثنائية وتصدر العناوين بعد حركته التضامنية مع فلويد.
وبعد أن افتتح فلوريان نويهاوس التسجيل لمونشنغلادباخ (17)، أضاف تورام الثاني في الدقيقة 41 واحتفل نجل النجم الفرنسي السابق ليليان تورام بالهدف برسالة سياسية في مواجهة العنصرية، حيث ركع على رجل واحدة وأحنى رأسه دعما لحملة حركة “بلاك لايفز ماتر” (أرواح السود مهمة)، التي انطلقت مجددا اثر مقتل فلويد.
وقام تورام (22 عاما) بتقليد حركة لاعب كرة القدم الأميركية كولين كايبرنيك الذي كان يلعب آنذاك مع فريق سان فرانسيسكو، حينما فضل الركوع أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي بدلا من الوقوف احتراما، وذلك احتجاجا على إطلاق الشرطة النار على رجال سود غير مسلحين.
وخلال استراحة الشوطين، رأى مونشنغلادباخ في حسابه الرسمي على تويتر أن “ليس هناك حاجة لتفسير” ما قام به تورام لأن ما قام به كان معبرا عن حالة التضامن مع الضحية فلويد.
ولم يختلف موقف المدرب ماركو روزه عن النادي، قائلا بعد اللقاء “ماركوس عبر عن رأيه. لقد قدم أمثولة ضد العنصرية ندعمها جميعا”.
ولم يكن تورام أول لاعب من الدوري الألماني يعبر عن تضامنه مع فلويد، بل سبقه الى ذلك الأميركي وستون ماكيني السبت في المباراة التي خسرها فريقه شالكه أمام فيردر بريمن بوضعه عبارة “العدالة لجورج” على ساعده.
وعلق ماكيني على ما قامه بتغريدة على تويتر قال فيها “أن أتمكن من استخدام منصتي للفت الانتباه الى مشكلة مستمرة منذ فترة طويلة، فهذا الأمر يمنحني شعورا جيدا!!!”.
وحسم مونشنغلادباخ اللقاء بشكل كبير حين أضاف تورام الثاني له والثالث لفريقه في الدقيقة 59، لكن السويدي سيباستيان اندرسون أعاد الآمال لفريقه (50) قبل أن تتبخر مجددا بهدف رابع للمضيف عبر الفرنسي الآخر الحسن بلايا (81).
وارتقى صاحب الأرض إلى المركز الثالث موقتا برصيد 56 نقطة، أمام باير ليفركوزن بفارق الأهداف، بانتظار مباراة لايبزيغ (55 نقطة) مع مضيفه كولن الاثنين، في حين تراجع أونيون برلين إلى المركز الرابع عشر برصيد 31 نقطة.
وللمرة الثانية، عج ملعب “بوروسيا بارك” ب13 ألف مشجع افتراضي لمونشنغلادباخ وزعت مجسماتهم الورقية في أنحاء المدرجات، في محاولة لتعويض غياب الجمهور عن الملاعب بسبب “كوفيد-19”.