EPA صمد موقع تويتر لسنوات إزاء ضغوط عليه كي يعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل أي مستخدم آخر. لكن خلال الأيام الأخيرة، اختلفت الأمور. بدأ كل شيء يوم الأربعاء. كان تويتر يتعرض لانتقادات بسبب السماح بتغريدات لترامب حول نظرية مؤامرة لجريمة مزعومة شارك فيها مقدم تلفزيوني وعضو كونغرس جمهوري سابق. وبدلا من أن تتصرف منصة تويتر مع هذه التغريدات، عمدت إلى التحذير بشأن مصداقية تغريدتين أخريين حول إدلاء الأصوات عبر البريد في ظلّ سياسة جديدة تهدف إلى ردع المحتوى الذي يحول دون المشاركة في الانتخابات. خبير مواقع التواصل الاجتماعي كريس ستوكل-واكر قال إنّ تويتر أخطأ حين اعتقد أنّ اقتصار ردّ الفعل على الانتخابات، يعد خطوة أولى حذرة. وأضاف: "بمجرّد التعليق على الشؤون السياسية، تخاطر بإبعاد 50 في المئة من جمهورك - ونظراً للأوقات الصعبة التي نعيشها على المستوى السياسي، هناك خطر أكثر من أي وقت مضى". وبعد اتخاذ هذه الخطوة الأولى ورؤية غضب ترامب الذي هدّد بالذهاب إلى حد بعيد وإغلاق المنصة، كان يمكن لإدارة "تويتر" أن تهدأ قليلاً. لكنّها اختارت التصعيد. ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، وفي تغريدة حول احتجاجات مينيابوليس إزاء مقتل جورج فلويد، حذّر ترامب قائلاً:" حين يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار". وتحرّك فريق الإشراف في موقع تويتر بعد استشارة المدير التنفيذي جاك دورثي وحجب التغريدة مع ترك رسالة تقول إنه تمّ خرق قواعد الترويج لأعمال العنف. يستطيع المستخدمون رؤية التغريدة بعد الضغط على الرسالة، لكن يصعب مشاركتها. بعد ساعات قليلة، استيقظ الرئيس وببساطة، كرّر المسؤولون في البيت الأبيض التغريدة ذاتها. وانتظرنا بفارغ الصبر ماذا سيحدث، وكما كان متوقعاً، وضع فريق الإشراف في تويتر الرسالة ذاتها. وأصبح من الصعب رؤية أي من الطرفين يتراجع الآن. وينهمك البيت الأبيض في البحث في تويتر عن نماذج لزعماء دول أخرى سبق ومجّدوا العنف دون أن يتخذ أي إجراء بحقهم. ويبحث آخرون عن تغريدات ترامب التي ربما خرقت القواعد مثل تلك التي نشرت معلومات خاطئة عن العلاج من فيروس كورونا. ويجد جاك دورثي نفسه الآن أمام خيار غير جذاب عبر اتخاذ اجراءات صارمة بحق قادة سياسيين على نطاق واسع. وفي هذا الأثناء، لا يبدي موقع فيسبوك تضامناً حقيقياً. فمارك زوكربرغ كان واضحاً في عدم نيّته الالتحاق بخطوة دورثي في التحقق من ما يقوله السياسيون. وببساطة، أعادت صفحة دونالد ترامب على فيسبوك نشر التغريدات التي حجبت على تويتر. وبحسب ستوكل-واكر : "هذه هي الأشياء التي يستمتع بها ترامب، فهو نجح الآن في وضع زوكربرغ في مواجهة دورثي". وعلى الرغم من غضب ترامب العارم حول ما يعتبره تهديدا لحرّية التعبير - مع العلم أن تويتر شركة خاصة - لا يبدو أنه سيغلق الموقع الذي أصبح منصته الرئيسية لإيصال رسائله. هما كالزوجين المتخاصمين، يحتاج أحدهما الآخر. ولو أن البعض يشك في أن دورثي قد يميل إلى طرد الرئيس وتغيير الأقفال.