تأمل الحكومة ومهنيو قطاع السياحة في تعويض الخسائر الفلكية للقطاع عن طريق الاستفادة من السياحة الداخلية وتشجيع مزيد من المواطنين على استكشاف أبرز مناطق المغرب هذا العام وتعويض الانهيار في عدد السائحين الأجانب جراء الإغلاق العام الذي فرض منذ منتصف مارس لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي من المرتقب أن يطول إلى نهاية فصل الصيف. وتمثل السياحة سبعة في المئة من النشاط الاقتصادي ويعمل فيها أكثر من نصف مليون شخص وساهمت بنحو 80 مليار درهم في تدفقات العملات الأجنبية العام الماضي حيث زار 13 مليون سائح أجنبي المملكة، بيد أن القطاع سيعرف خسائر كبيرة، وصلت لنحو 90 في المئة، فيما تم تسريح نحو 75 في المئة من العاملين بالقطاع، حسبما أفاد به وزير السياحة السابق لحسن حداد.
وقالت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة "نحن مدركون أنه لن يكون هناك سياح أجانب هذا الصيف"، مضيفة أن تشجيع السياحة الداخلية هو نقطة البداية لإعادة فتح القطاع.
وأشارت دراسة أجراها موقع ترافل نيوز في 2019، إلى أن 45 في المئة من المغاربة يقضون عطلتهم في منزل الأهل أو أحد الأصدقاء، في المقابل 80 في المئة منهم يقصدون الفنادق، و70 في المئة يقطنون في شقق أو فيلات للإيجار، أما حوالي 30 في المئة فهم يتوجهون إلى شققهم أو منازلهم الصيفية الخاصة.
وتدرس الحكومة خطة الإقلاع لتشجيع السياحة الداخلية والاستفادة من نفقات المواطنين عن طريق تخفيضات على أثمنة الفنادق والمنتزهات السياحية لا تقل عن 70 في المائة على كل الخدمات الفندقية.
وفي سياق متصل، كشفت معطيات إسبانية رسمية أن عدد السياح المغاربة الذين زاروها قارب المليون سائح، وبلغت حجم النفقات التي استفاد منها الاقتصاد السياحي في اسبانيا، ما يناهز 500 مليون دولار، بينما لم تتجاوز نفقات السياح الاسبان في المغرب، سقف 420 مليون دولار، ولهذا قررت الحكومة الإسبانية فتح المجال أمام دخول السياح مجددا بدءا من شهر يوليوز المقبل، لانقاذ الموسم السياحي، وتخفيض أسعار الرحلات من وإلى المغرب، كما تدرس تخفيض أثمنة الفنادق والمنتجعات.