تتميز النائبة العمالية انغيلا ايغل البالغة من العمر 55 عاما بوفائها لحزبها وخبرتها التكتيكية وقدرتها على المجادلة وهي باتت اليوم مستعدة لمنافسة رئيس حزب العمال جيريمي كوربن الذي يلقى معارضة كبيرة داخل الحزب منذ بريكست، ومعروف بمواقفه المؤيدة لجبهة "البوليساريو". بعد فشل المفاوضات مع النقابات بهدف تسوية الانقسامات داخل الحزب، اعلنت ايغل السبت انها ستقدم ترشيحها الاثنين لرئاسة حزب العمال ضد كوربن الذي بات يعارضه 80% من نواب الحزب.
وكتبت صحيفة "دايلي ميرور" الخميس ان "ولاءها للحزب والقدرات التي اظهرتها (خلال المناقشات) في مجلس العموم افضيا الى اعتبارها +مرشحة الوحدة+ القادرة على جمع اعضاء حزب العمال من نواب وقيادة بعد الازمة".
ولدت ايغل في 17 شباط/فبراير 1961 في يوركشاير من اب كان موظفا في مطبعة وام خياطة. وتلقت دروسها في مدرسة حكومية قبل ان تتخصص في الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة اوكسفورد.
برزت في شبابها بفوزها في مسابقات الشطرنج. واعتبرت صحيفة "ايفنينغ ستاندرد" ان ذلك يؤشر الى قدرتها الذهنية على التعامل مع الاوضاع المتأزمة على غرار ما يواجهه حزب العمال حاليا.
وبعد عملها في النشاط النقابي عبر كونفدرالية موظفي الخدمات الصحية، دخلت المعترك السياسي وانتخبت نائبة للمرة الاولى في 1992 في دائرة والاسي بشمال غرب بريطانيا.
في 2001، انضمت الى حكومة توني بلير لكنها خرجت منها في العام التالي بعد تغيير وزاري.
وفي 2007 عادت الى الحكومة وخصوصا بعدما عهد اليها غوردن براون حقيبة الدولة لشؤون العمل والتقاعد بين 2009 و2010.
لكنها فشلت في تلك المرحلة في توقع انفجار الازمة العقارية في 2008، معتبرة امام البرلمان ان مخاوف الليبراليين الديموقراطيين من الانكماش محض "خيال كارثي".
ومع انتقال حزب العمال الى صفوف المعارضة، كانت عضوا في حكومة الظل مع ايد ميليباند ثم جيريمي كوربن منذ ايلول/سبتمبر 2015.
عرف عن ايغل انها منضبطة الى حد كبير وتلتزم دائما تعليمات قيادتها على صعيد التصويت. لكنها خرجت عن القاعدة نهاية العام الفائت حين ايدت توجيه ضربات الى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، علما بان استقالتها الاثنين من حكومة الظل شكلت صدمة وتسببت بانسحاب ثلثي الاعضاء الاخرين.
وكتبت صحيفة "دايلي تلغراف" المحافظة انه بمقدار ما كان جيريمي كوربن غير مقنع في مواجهة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خلال جلسات المساءلة الاسبوعية امام البرلمان، كانت انغيلا ايغل التي قارعت وزير المال جورج اوزبورن "صادمة".
واضافت الصحيفة ان ايغل التي تمثل الجناح اليساري في الحزب بعيدا من النهج الاشتراكي الديموقراطي لبلير او براون، "يمكنها فعلا ان تقنع اعضاء الحزب بانها حاولت العمل مع كوربن ولكن من دون جدوى".
وتابعت "ايغل مرتاحة حيث هي ويمكن ان تخاطب جميع انواع الناخبين والطبقات الشعبية في شكل مقنع. انها تحديدا ما يحتاج اليه حزب العمال".
وبعدما توقع الجميع ان تتحدى ايغل كوربن اعتبارا من الخميس، فضلت في مرحلة اولى تبني موقف هادىء لتفسح له مجال الانسحاب من دون مشاكل، ما يؤشر الى حذر وايضا الى ولاء حيال الحزب. وصرحت في شباط/فبراير لمجلة "ذي اوبزرفر" ان "حزب العمال اكثر اهمية من اي شخص".
مع شقيقتها ماريا، النائبة منذ 1997، تشكل ايغل اول توأمين ينتخبان في مجلس العموم البريطاني.
وايغل التي اعلنت مثليتها العام 1997 تقيم في اطار شراكة مدنية مع ماريا ايكزال منذ 2008.