طبع العلاقات المغربية الموريتانية مؤخرا، سوء فهم كبير بسبب موقف موريتانيا الملتبس من قضية الصحراء وعلاقتها بجبهة البوليساريو، حيث يزور وفد موريتاني اليوم المخيمات لحضور مؤتمر الجبهة الاستثنائي إضافة إلى أنباء عن عزم الجارة الجنوبية للمغرب لفتح تمثلية دبلوماسية للانفصاليين بالعاصمة نواكشوط . وتعليقا على مواقف موريتانيا الأخيرة، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس" إن الموريتانيين لديهم مصلحة مع المغرب وليس مع أي طرف آخر". وأكد الحسيني في حديث ل"الأيام24" أن موريتانيا كانت منذ القديم حلقة ضعيفة في عملية توازن القوى الإقليمية في منطقة المغرب العربي، وضعف هذه العلاقة جعلها تتأرجح بين حين وآخر تجاه أحد المحورين المركزيين في المنطقة وهما المغرب والجزائر لافتا في هذا السياق "أن موريتانيا تاريخيا انضمت إلى المغرب أثناء فترة المطالبة باسترجاع الصحراء بشكل عفوي أمام محكمة العدل الدولية وحتى عند اتفاقية مدريد الثلاثية، لكن خلخلة التوازن الداخلي في موريتانيا بسبب الجزائر خاصة تدهور الأحوال العسكرية مع البوليساريو دفع بها إلى التخلي عن ذلك الجزء من الصحراء الذي اعتبره المغرب بعد تقديم البيعة من سكان المنطقة جزءا لا يتجزأ من الصحراء المسترجعة " وأضاف الخبير في العلاقات الدولية "منذ ذلك الحين والعلاقات بين المغرب وموريتانيا تتأرجح يمينا وشمالا تارة تجاه تعاون محبوب إلى آخره ومع وصول ولد عبد العزيز الذي درس دراسته الثانوية في المغرب. " مشيرا أن "التاريخ أظهر أن جميع من عاشوا في المغرب لفترة منهم بوتفليقة والمراكشي يكنون عداءا للوطن ." وعن مواقف موريتانيا الأخيرة سواء المتمثلة في العزاء في وفاة عبد العزيز وحضور المؤتمر أو عزمها فتح تمثيلية دبلوماسية للجبهة في نواكشوط قال الحسيني إن " من شأنها أن تؤزم العلاقات بينها وبين المغرب، ومن حق المغرب أن ينشر قواته على الحدود لأن كل تعاون محبوك بين البوليساريو وموريتانيا يشكل خطرا حقيقيا عل التراب المغربي إذ قد يدفع بعض المقاتلين إلى التدفق نحو المغرب، حيث لا يوجد جدار أمني على الحدود الموريتانية. مشيرا في هذا السياق أن "موريتانيا لها مواقف متسرعة وغير عقلانية حتى في معاملاتها الدبلوماسية الأخرى، كيف يعقل أن لا تكون دولة صلح مع إسرائيل، ومع دلك تعترف بإسرائيل ولها سفارة إسرائيلية". فهذا الشيء- يضيف الحسيني- عندما تم قبل مدة من الزمن، كان شي غير مقبول حتى لدى الموريتانيين أنفسهم وهذا النوع من هشاشة النظام تعرضه لضغوطات فيتخذ هكذا مواقف لا تكون لها أرضية عقلانية ولا مردودية على المستقبل الموريتاني. وأوضح المتحدث ذاته أنه "ينبغي على الصعيد الدبلوماسي أن تتحرك الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية على وجه الخصوص لدى المجتمع المدني والحزبي الموريتاني." كما أن الدعم الذي يتلقاه المغرب من أصدقائه الدوليين يمكن أن يكون حاسما دون أن نغفل أن موريتانيا عضو في الاتحاد الإفريقي. وهذه الأخطاء الموريتانية يمكن أن تكون أخطاء طريق وعلى الرباط أن تستعد بشكل موازي نظرا لانفتاح الشعب الموريتاني على المغرب".