أكدت وسائل إعلامية موالية لجبهة البوليساريو الانفصالية، قيام وفد برلماني موريتاني بزيارة لمخيمات تندوف امتدت عدة أيام، وشملت لقاءات مع قياديين في البوليساريو، خاصة محمد عبد العزيز. كما حظي البرلمانيون الموريتانيون باستقبال كبير من طرف موالين للجبهة. خطوة النواب البرلمانيين المنتمين ل"مجموعة الصداقة البرلمانية الموريتانية الصحراوية"، التي تم إنشاؤها في يونيو المنصرم برئاسة النائب حبيب ولد دياه، الذي يشغل أيضا رئيس لجنة العدل والدفاع والداخلية في الجمعية الوطنية الموريتانية، سبقتها قبل شهر من الآن زيارة لمن يسمى ب"وزير الخارجية لدى البوليساريو" محمد سالم ولد السالك، نحو القصر الرئاسي الموريتاني، حيث كان محملا برسالة من زعيم الجبهة إلى الرئيس الموريتاني. وعن تأثير مثل هذه الخطوات على العلاقات بين الرباطونواكشوط، أكد المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، خالد الشكراوي، أن العلاقات التي تجمع المغرب وموريتانيا لها خصوصيتها، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على العلاقات بين موريتانياوالجزائر. وأوضح الشكراوي في تصريح لجريدة "هسبريس"، أن لموريتانيا موقعا خطيرا وصعبا تجاه الصحراء بسبب محاولتها إيجاد التوازن السياسي بين المغرب والجزائر، وهو الحياد الذي يعتبر سلبيا بالنسبة للمغرب حين لجأت نواكشوط إلى نزع جزء من المشكل ووضعه جانبا. ويرى الأستاذ الجامعي أن الوفد الموريتاني لا يمثل إلا نفسه وزيارته لمخيمات تندوف لا تعبر عن سياسة موريتانيا، مذكرا بأن هذه الأخيرة تعترف بجبهة البوليساريو ولم تسحب اعترافها بعد، متابعا "لا ننسى أن علاقات وطيدة تجمع قيادات البوليساريو بسياسيين موريتانيين. كما أن أول مؤتمر لجبهة البوليساريو تم عقده في الزويرات الموريتانية على عهد المختار ولد داده وبعلمه". ولفت الشكراوي إلى المجهود الكبير الذي تقوم به قيادة البوليساريو بالمنطقة، خاصة في إطار تراجع الاعتراف الدولي بها، حيث لا زالت 13 دولة إفريقية فقط تعترف بالجبهة فيما سحبت الدول الأخرى اعترافها أو جمدته، فضلا عن الأزمة الكبرى التي تعيش على وقعها الجزائر، ناهيك عن الظروف الدولية وانتشار العصابات الإرهابية بالمنطقة. وقال المتحدث، إن ما يهم المغرب اليوم هو قرار ومواقف الأممالمتحدة، فضلا عن العلاقات المغربية مع الدول الإفريقية التي باتت تتوسع وتتطور من أجل التنمية والديمقراطية والاستقرار، مبرزا أن موريتانيين يسعون إلى إصلاح ذات بين المغرب وموريتانيا.