سارع الكثير من المحللين والمتتبعين للشأن السياسي بالمغرب بعيد انتخاب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة في المؤتمر الرابع للحزب إلى طرح السؤال ، هل يمكن ان يتحالف البام مع العدالة والتنمية بعد الاستحقاقات المقبلة واين سيتموقع الجرار ؟. ورغم أن الأمين العام الجديد خرج بتصريح بعيد انتخابه يقول فيه إنه سينكب مرحليا على ترتيب البيت الداخلي للحزب، والاشتغال مع القوى الوطنية التي تشتغل وفق احترام التوابث والاصطفاف في المعارضة ، والاستعداد للانتخابات غير أن البعض اعتبر انه يمكن ان تتغير التركيبة على اعتبار قرب ارجل من عبد الإله بنكيران الذي تربطه به علاقة صداقة وطيدة ، لكن العدالة والتنمية ليس بنكيران وحده .
وهبي وفي اتصال بالأيام24 رفض التعليق ، وآثر الصمت ، والصمت حكمة، مشيرا الى أنه يحتاج مزيدا من الوقت قبل ان يدلي بأي تصريح جديد وهذا الوقت قد يطول وقد يقصر وليان السياسي نصف ونصف عدد نوابه في المجلس فلم يبقى الا بعض المناوشات هنا وهناك وعلى مواقع التواصل غير ذات شأن .
سعد الدين العثماني ، رئيس الحكومة الحالي وفي حوار سابق مع موقع الإسلام اليوم، قبل أن يتم تعيينه على رأس الحكومة الحالية قال حرفيا إنه يستبعد شخصيا ''التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة ، موضحا أن ''حزب الأصالة والمعاصرة هو الذي اختار من اليوم الأول الذي أسس فيه مواجهة حزب العدالة والتنمية بطرق لا تمت للعمل السياسي النزيه والشفاف بصلة، وهو الذي ظل يردد باستمرار بأن التحالف مع حزب العدالة والتنمية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وقام بحملة تحريضية ضدنا، وجمع أحزاب المعارضة ليقولوا بأنهم لن يدخلوا في أي تحالف يرأسه حزب العدالة والتنمية. المطلوب اليوم هو أن يغير هذا الحزب سلوكه السياسي أولا.''
هكذا كان موقف سعد الدين العثماني قبل اربع سنوات ، والذي اشترط ان يغير البام سلوكه السياسي فهل تغير الموقف وهل سيغير الأصالة والمعاصرة من سلوكه، بعد انتخاب عبد اللطيف وهبي الذي شدد أنه سيشتغل مع جميع القوى الساسية المغربية بما فيها العدالة والتنمية ؟
المتفائلون يرون ان كل شيء ممكن ، او ليست السياسة فن الممكن كما يقال ، واستدلوا بتحالف البيجيدي مع ''البام'' في جهة الشمال، وهو تحالف ارجع العثماني سببه إلى مسطرة التحالفات الداخلية بالحزب. وبرر العثماني، الذي هنأ وهبي في اتصال من اديس ابيبا'، التحالف مع غريمه السياسي بالقول إنه “لم يغير موقفه السياسي، وإنما قدّر الإخوان بالجهة أنه من الأفضل أن يشارك الحزب في التحالف الجديد انطلاقا من إشارات متعددة”، وفق تصريحات للصحافة.
تصريحات العثماني على مدى السنوات الأربع الماضية قد يعتبرها البعض غريبة، ومتناقضة، لكنها تفتح الباب امام تأويلات المحللين والمراقبين على بعد 20 شهرا من استحقاقات 2021، والتي قد تحمل مفاجآت أخرى للقوى السياسية المغربية الأخرى ، ولايسع المحللين سوى الانتظار ، فلا أحد يتجمد في فعل الانتظار.