في أوّل ظهور رسمي له بعد انتخابه على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، تعهّد عبد اللطيف وهبي بأن لا يدّخر جهداً في "الانفتاحِ على جميع القوى السّياسية في المغرب؛ بما فيها فيدرالية اليسار وحزب العدالة والتنمية"، بحيث شدّد على عدمِ إيمانه بالخطوط "الحمراء" التي ارتبطت بحزبه منذ نشأته. وحرصَ الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة على دعوة كل الأحزاب اليسارية واليمينية المعارضة إلى التّحالف حول برنامج وطني وفق منهجية جديدة وبناءة تخدم القضايا الوطنية الكبرى، معلناً أنه يمد يده لكل قوى المعارضة، بما فيها حزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال وفيدرالية اليسار، من أجل العمل معاً في المعارضة. وفي هذا الصّدد، رفضت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحّد، نبيلة منيب، الدّخولَ في أيّ تحالفٍ مع القيادة الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة، واصفةً الأخير ب "حزب الدّولة الذي لم يغيّر جلده ولا علاقة له بالمبادئ التي نؤمن بها وبالمرجعية التي نتبناها في الفيدرالية". وقالت المسؤولة الحزبية اليسارية في تصريح لهسبريس: "نحن غير مستعدين لأيّ تحالفٍ مع أحزاب الدّولة التي خلقها النّظام"، مضيفة أنّ "المدخل الرئيس هو تحقيق الانفراج السّياسي والسّيادة الشّعبية والإفراج عن المعتقلين السّياسيين". واعتبرت منيب أنّ "الحزب لا يتجدّد بتجديد القيادات"، في إشارة إلى وصول عبد اللطيف وهبي إلى قيادة "البام"، مبرزة أنّ "الحزب الاشتراكي الموحد دخل في تحالف استراتيجي مع اليسار الديمقراطي الذي يتقاسم معه المرجعية والأهداف نفسها". من جانبه، استبعد خالد البكاري، محلل وفاعل سياسي يساري، أيّ تحالف ما بين "البام" وفيدرالية اليسار لسببين؛ "الأول يتعلق بكون الفيدرالية تتنازعها حاليا خلافات متعلقة بالاندماج، وبالتالي فليس من مصلحتها فتح أي نقاش بخصوص تغيير الموقف من البام لأن ذلك سيعجل بتشتتها وانقسامها أكثر". والسبب الثاني، بحسب البكاري، هو أن "تصريحات وهبي لا تحمل أي إشارات إلى الفيديرالية، بل تهم البيجيدي، بمعنى إنها عرض ضمني لتحالف ما بعد الانتخابات بين كتلتين انتخابيتين قويتين، حسب ما يتوقعه وهبي والبيجيدي ومهندسو الانتخابات". وقال المحلل السّياسي ذاته إنّ دعوة وهبي تمثّل "تصريحاً للاستهلاك وخلط الأوراق فقط لإبعاد تهمة أنه جيء به من أجل تكسير طابو التحالف مع البيجيدي"، مبرزاً في هذا الصّدد أنّ "وهبي قبل غيره يعلم أن الفيديرالية في وضعها الحالي غير مهيأة لنقاش أي عرض مصدره البام".