الشرع يقول في الصيام إنه إذا أكل الصائم أو شرب شيئاً عمداً بطل صومه، سواء كان ذلك المأكول أو المشروب معتاداً كالخبز والماء وما شابه، أو غير معتاد كأكل التراب وشرب عصير فروع الأشجار وما إلى ذلك، وسواء كان المأكول والمشروب قليلاً جداً أو كثيراً، أما إذا أكل الصائم أو شرب شيئاً سهواً فلا يبطل صومه. وقد حددت مبطلات الصيام في الشرع في ثلاثة أمور وهي: الطعام والشراب والشهوة الجنسية، إلا أن الشائع بين الناس أنها أكثر من ذلك، فمنهم من يحرم أكل الثوم والبصل والمداعبة والتعطر والكحل ودهن الشعر وتقليم الأظافر وخلع الأضراس ... ومن الصائمين من يصوم ولو ألم به مرض، ومنهم من يعاني من مرض عضال رخص فيه الله الإفطار ورغم ذلك يهلك بدنه بالصيام، وما إلى ذلك من اجتهادات الصائمين في دين أراده الله دين يسر وليس عسر. في الملف التالي إطلالة على ما يقوله الشرع والطب في الصيام وفي المبطلات الدخيلة على المبطلات الثلاثة للصيام، "الأيام 24" استمعت من أجلكم للفقهاء والعلماء والأطباء وأعدت لكم دليل الصيام هذا، سننشره عبر حلقات، تقبل الله صيامكم وكل عام وأمة المسلمين بألف خير : المداعبة والقبل كثير من الأزواج يتساءلون عن حدود المداعبة بينهم أثناء الصيام وهل هي جائزة أم محرمة قطعا، ولهم نقول بأنه أجمع العديد من الفقهاء والعلماء على أن مداعبة الزوج لزوجته لا تفسد الصيام، ومنها القبلة وتمرير اليد على الجسد والاحتكاك بين الزوجين، بل وذهب العلماء حد اعتبار المعاشرة السطحية بين الزوجين غير مفسدة للصيام شريطة عدم الإيلاج، وحتى في المداعبة السطحية لا يجوز للزوج أن يقذف لأنه في حالة القذف يفسد صيامه وعليه القضاء فقط دون كفارة، فالعلماء يقولون إنه "إذا خرج من الزوج المني دون اختيار منه لم يبطل صومه، ولكن إذا فعل ما يوجب خروج المني منه دون اختيار بطل صومه وعليه القضاء فقط"، إذن فالمداعبة بين الزوجين جائزة شرعا لكن إذا داعب الصائم زوجته بقصد خروج المني منه والوصول إلى الرعشة الجنسية الكبرى بطل صومه وإن لم يقذف منيه خارجا. إلا أن بعض الأئمة يحبذون اجتناب الشهوات في رمضان خوفا من الوقوع في المحظور، لأن الشهوة قد تدفع الصائم إلى جماع زوجته وإيلاج قضيبه، وفي هذه الحالة فهو يعتبر قد أفطر عمدا في رمضان وعليه القضاء والكفارة.