BBCتحدثت فيروزا عن “الرموش” في بداية الفيديو لتضليل مراقبي تيك توك تيك توك هو تطبيق يجتمع عليه جمهور أغلبه من الشباب يؤدون تجسيدا صامتا للموسيقى، ويتبادلون (ميمات الإنترنت)، وهي عبارات ساخرة، ويتندرون ويضحكون عليها. لكن هذه الأجواء المرحة على التطبيق شابتها حالة من الغضب حيال “الرقابة” التي يمارسها القائمين على التطبيق، الأسبوع الماضي أثناء البث الحي لبرنامج التكنولوجيا “تيك تينت” الذي تبثه قناة بي بي سي العالمية. كان ذلك يوم الأحد الماضي عندما نشرت فيروزا عزيز، 17 سنة، فيديو على حسابها على تطبيق تيك توك. بدا الفيديو وكأنه مقطع تعليمي لتجعيد رموش العيون، لكنها بعد ثوان معدودة تركت الفتاة أداة التجعيد وبدأت في تشجيع المشاهدين على البحث عن معلومات عن المعاملة السيئة التي تلقاها أقلية الإيغور المسلمة في الصين. وأثناء حديثها لبي بي سي، أوضحت فيروزا الدوافع القوية التي لم تتمكن من مقاومتها التي وجهتها إلى القيام بذلك. وقالت الفتاة: “كمسلمة، تعرضت للاضطهاد والعنصرية. لكن بالنسبة لهذه الجماعة العرقية، فهم يعانون إلى حدٍ يفوق الخيال. كما أحسست بأن ما يحدث لهم لا يصح، وأن هناك حاجة إلى أن أنشر الوعي بذلك”. وبدا شجبها لما وصفته بأنه “هولوكوست جديد” وكأنه يستهدف إثارة شركة بايتدانس، مالكة تطبيق تيك توك، ومحاولة لاختبار صحة مزاعم ترددها الشركة الصينية بأنها لا تخضع المحتوى السياسي للمنشورات من خارج الصين للرقابة. وذكرت الفتاة في فيديو، لمتابعة ما نشرته، أنها تحدثت في بداية الأمر عن الرموش لتضليل مراقبي تطبيق تيك توك. “وقف حساب” بعد انتشار الفيديو على تيك توك وغيره من مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، انتظر عالم التواصل الاجتماعي رد فعل شركة “بايتدانس” تجاه ما نُشر على تطبيقها. لكن لم يحدث أي تطور جديد، إذ استمر الفيديو في الانتشار دون اعتراضه من قبل الشركة الصينية. لكن فيروزا قالت إنها استيقظت الاثنين الماضي لتكتشف أن حسابها تعرض “للوقف” بمعنى أنها لن تتمكن من نشر فيديوهات أخرى عبره. وبعد تعرضها لوابل من الانتقادات، أصدرت “بايتدانس” بيانا للصحفيين، أكدت خلاله أن وقف حساب فيروزا ليس له علاقة بدفاعها عن أقلية الإيغور. وأوضحت الشركة أن الوقف جاء بسبب فيديو عن أسامة بن لادن نشرته الفتاة على حسابها على “تيك توك” قبل عشرة أيام من قرار الشركة لما فيه من تعارض مع القواعد التي يفرضها التطبيق بخصوص الإرهاب. لكن اتضح فيما بعد أن الفيديو الذي ذكرته الشركة كان مقطعا ساخرا عن افتراضات متابعيها الخاصة بنوعية الشباب الذين قد تواعدهم فيروزا، وفي آخر ثانية منه تظهر صورة أسامة بن لادن. وأوضحت الفتاة أنها كمسلمة نشأت في الولاياتالمتحدة، كانت تتعرض للسخرية وكان البعض يطلقون عليها “زوجة بن لادن”، لكنها قررت أن ترد ردودا ساخرة أيضا. وأشارت إلى أن حسابها الأول على تيك توك أوقف بسبب فيديو ساخر، لذلك اضطرت إلى إنشاء حساب جديد. Getty Imagesيحقق تيك توك انتشارا واسعا وأرباحا كبيرة خارج الصين في الفترة الأخيرة وقالت: “نشرت عدة أشياء على هذا الحساب ولم يحدث شيء. لكن عندما نشرت عن الإيغور في الصين، تم وقف حسابي”. شكوك تحاصر الشركات الصينية رغم وقف حساب فيروزا على تيك توك، استمر الفيديو في اجتذاب المزيد من المشاهدين، وذلك حتى اختفى المقطع لأقل من ساعة الخميس الماضي. وأرجعت الشركة الصينية المالكة لتيك توك اختفاء الفيديو لخطأ بشري من قبل أحد مراقبي التطبيق، مشددة على أنها لم تمارس الرقابة على المحتوى السياسي. وقال بيان بايتدانس الصادر في هذا الشأن “من المهم أن نوضح أنه لا يوجد في مجتمعنا ما يمنع محتوى مثل هذا الفيديو، وأنه ما كان ينبغي أن يُحذف”. ورغم أن الصين لديها عددا من خدمات التواصل الاجتماعي التي حققت نجاحا كبيرا للغاية، يعتبر تيك توك هو وسيلة التواصل الصينية الأولى التي تحقق نجاحا خارج آسيا. واستحوذت بايتدانس على تطبيق “ميوزيكاللي” للتواصل عبر الفيديو مقابل مليار دولار في 2017، وهي الصفقة التي سلطت الضوء على طموح الشركة الصينية في التوسع في الولاياتالمتحدة وأوروبا. لكن منذ ذلك الحين، ازدادت الشكوك حول الشركات الصينية – خاصة في الولاياتالمتحدة – إذ بدأ سياسيون يتسائلون عما إذا كان ينبغي الاستمرار في السماح بإبرام هذا النوع من الصفقات. ويحقق تطبيق تيك توك نموا سريعا وعائدات كبيرة جدا. كما أنه أطلق عددا كبيرا من الوظائف في الأشهر القليلة الماضية عين من خلالها عددا كبيرا من خبراء العلاقات العامة المخضرمين. والآن، بعد أن تعرف ناشطون على أهمية هذه المنصة المفيدة للتواصل عبر الفيديو وكيف يمكن استخدامها في نشر رسائل معارضة للحكومة الصينية، من المتوقع أن ينشغل فريق العلاقات العامة لدى تيك توك بشكل كبير نظرا لهذه المستجدات.