فيديوهات قصيرة؛ ولكنها تلقى رواجا كبيرا: رقصات، "سكيتشات"، "إعادات" لأغان مشهورة في كليبات قصيرة... مقاطع تنتشر كالنار في الهشيم عبر الإنترنيت، ومصدرها واحد "تيك توك"، منصة فيديوهات التواصل الاجتماعي القادمة من الصين والمستعدة لاعتلاء الصدارة على المستوى العالمي، بعد أن تمكنت من تحقيق هذه الغاية بين الصينيين من مرتادي الإنترنيت. دوين (تيك توك) ولد نجما كل شيء بدأ في شتنبر 2016 عندما أطلقت شركة (ByteDance) للتكنولوجيا المملوكة لرجل الأعمال الصيني تشانج يمينج (أحد أكثر الرجال ثراء في العالم)، موقع (Douyin) الذي يعني الاهتزاز الموسيقي بالصينية)، وهو عبارة عن تطبيق للفيديوهات القصيرة تم تطويره في غضون 200 يوم فقط. المعادلة كانت بسيطة: مزيج من تطبيقي إنستجرام وسنابشات، يسمح بنشر الفيديوهات القصيرة المضاف إليها بعض المؤثرات والملصقات "stickers" الجذابة، هذا بالإضافة لإمكانية "إعادة تشغيل" الأغاني الشهيرة أو تركيب الأصوات على مقاطع الفيديو (الدوبلاج)، وكل هذا بلمسة واحدة. وفي إطار التطور الكبير لهذا الموقع، بلغ عدد مستخدميه 100 مليون، فضلا عن مشاهدة مليارات الفيديوهات التي تقل مدتها عن 15 ثانية يوميا. وبعد انتشار الموقع على المستوى العالمي، تم تغيير اسمه إلى تيك توك، مع الاحتفاظ بمسماه القديم داخل الصين. وفي نهاية 2017، اشترت شركة (ByteDance) موقع (ميوزكلي) المتخصص في صناعة الفيديوهات القصيرة، ودمجته في العام التالي مع تيك توك لضمان الاستفادة من قاعدة المستخدمين الاجتماعية في الولاياتالمتحدة، حيث كانت هذه هي الدفعة الأخيرة في طريق هذا التوسع الكبير غير المنتظر في بداية الأمر. متصدر لائحة التنزيلات لم يكن مستغربا بعد كل هذه النجاحات أن يأتي هذا التطبيق ضمن قائمة الأكثر في العالم من حيث التنزيل خلال الربع الأخير من العام الماضي، وذلك وفقا لتقرير موقع (Store Intelligence Data Digest)، إلى جانب كل من جوجل بلاي (Google Play) وواتس آب، وماسنجر وفيسبوك، متفوقا على تطبيقات بحجم إنستجرام ويوتيوب ونتفليكس وسبوتيفاي. وتعد هذه المنصة هي رائدة "تطبيقات" الفيديوهات القصيرة في القارة الصفراء، حيث لم يقتصر نجاحها فقط على الصين، ولكن امتد للعالم بأسره، حتى الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي أظهرت فيه إحصائيات المواقع المتخصصة أنها ضمن أفضل خمس منصات للفيديوهات في إسبانيا. شعبية (Douyin) امتدت أيضا إلى القارة اللاتينية، وتزداد يوما بعد الآخر، وبدأ بالفعل في اجتذاب المشاركين من ال"تيكتوكرز"، وهو الاسم الذي يطلق على الأشخاص الأكثر تأثيرا في هذه المنصة. صمم خصيصا لشباب الألفية لا شك في أن هذا التطبيق صمم في الأساس لشباب الألفية الذي يعتمدون على الإنترنيت؛ وهو ما أكده أستاذ علوم المعلومات والاتصالات في جامعة أوبيرتا الكتالونية، فيران لالويزا، قائلا في تصريحاته لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي): "تيك توك مصمم خصيصا لجذب المراهقين". وأضاف: "عالم الشباب ينظر إلى هذا التطبيق بإعجاب كبير"، مضيفا بأنها "المرة الأولى التي يحقق فيها تطبيق اجتماعي صيني هذا النجاح بين مستخدمين غربيين". وأوضح الأستاذ الجامعي السبب في هذا النجاح: "التطبيق جديد وممتع وجذاب بشكل كبير للمراهقين الذين يشكلون المؤشر الأبرز للأذواق والميول". ومع هذا النجاح الكبير، لا شك في أن القيمة التسويقية للشركة الأم (ByteDance) ارتفعت كثيرا لأكثر من 75 مليار دولار، لتتفوق على شركات كبيرة بحجم (أوبر)، وفقا لموقع (marketing4ecommerce.net) المتخصص.