مازالت تتواصل بالجزائر، حملة الاعتقالات في صفوف أركان نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، بمباركة وإشراف مباشر من قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح، حيث تم، في الآونة الأخيرة، اعتقال واستجواب عدد من كبار الضباط والجنرالات الجزائريين من قبل المديرية المركزية لأمن الجيش التابعة للجيش الجزائري، وهي واحدة من أهم أجهزة الاستخبارات الاستراتيجية في الجزائر. وحسب "مغرب انتليجنس"، الفرنسي، فإن جميع كبار الضباط الجزائريين الذين تم القبض عليهم كانوا عناصر في وكالة الاستخبارات نفسها، بما في ذلك كبير رموزها الجنرال السابق عثمان بن ميلود، الذي أطلق عليه رفاقه في الجيش الجزائري اسم "البطباط". وأضافت ذات المصادر، أن الجنرال عثمان بن ميلود، ألقي القبض عليه يوم الأربعاء الماضي، ونقل إلى ثكنة عنتر في بن عكنون، وهي أهم مركز لدائرة الاستعلامات والأمن السابقة في الجزائر العاصمة، حيث تمت استجوابه حول العديد من القضايا المتعلقة بإدارته للمديرية المركزية لأمن الجيش في عام 2018. والجنرال عثمان بنميلود كان على رأس المركز العسكري الرئيسي للبحث (CPMI)، كما كان أيضا ملحق الدفاع السابق في الخارج. في غشت 2018، حل الجنرال عثمان بنميلود محل الجنرال محمد تيرش، بعد 5 سنوات من تعيينه. وأوضحت ذات المصادر، أنه تم القبض على الجنرال "البطباط" في سرية تامة، حيث يشتبه في قيامه بتأجيج "مؤامرة" خطيرة من أجل الاستيلاء على السلطة داخل المؤسسة العسكرية مع مجموعة معينة من الضباط الجزائريين الذين كانوا يستعدون لمرحلة ما بعد قايد صالح على رأس الجيش الجزائري. لكن مصادر أخرى أشارت إلى تورط بنميلود في خطط لتحريض المعارضين الجزائريين على شن حملة قوية ضد القيادة العسكرية العليا الحالية للجيش الجزائري. تجدر الإشارة إلى أن الجنرال عثمان بنميلود أبعد عن منصبه في خريف عام 2018 بعد فشله في التحقيق في قضية الكوكايين الغامضة في ميناء وهران.