أكدت وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز" أن الدينامية التي تعرفها الدبلوماسية المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، تستجيب ليس فقط للرغبة في تنويع وتوسيع التحالفات الاستراتيجية للمملكة بل أيضا للنمو الطبيعي لنفوذها السياسي والاقتصادي في إفريقيا. وأبرزت الوكالة، في مقال تحت عنوان "القمة المغربية الصينية .. تحالفات استراتيجية جديدة"، الأبعاد السياسية والاقتصادية للزيارات الملكية الأخيرة إلى كل من الصينوالهندوروسيا وكذا إلى الرياض للمشاركة في القمة المغربية الخليجية الأولى، معتبرة أن هذا التوجه يأتي في إطار رغبة المملكة في تنويع وتوسيع تحالفاتها وشراكاتها، مع حرصها على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائها وشركائها التقليديين كالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وإسبانيا.
وذكر كاتب المقال، الأكاديمي والخبير الأرجنتيني في العلوم السياسية، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، بأن الملك أكد، في خطابه أمام القمة المغربية الخليجية في 20 أبريل الماضي بالرياض، على حق المملكة في إقامة "شراكات استراتيجية"، مشددا جلالته على أن "المغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد. وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم".
واعتبر أغوزينو، الذي سبق أن أصدر مؤلفا تحت عنوان "جيوبوليتيك الصحراء والساحل" أنه، في إطار البحث عن شراكات استراتيجية جديدة، توجه الملك في شهر أكتوبر الماضي إلى نيودلهي لحضور القمة الثالثة لمنتدى إفريقيا - الهند، مبرزا أن هذه الزيارة توجت بتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائية مهمة في مجال التجارة والتنمية الاقتصادية.
كما قام جلالة الملك، يضيف صاحب المقال، بزيارة من ثلاثة أيام إلى روسيا في شهر مارس الماضي، استقبل خلالها جلالته من طرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووقع البلدان اتفاقيات "تكتسي أهمية بالغة".
وسجلت الوكالة الأرجنتينية أن الدبلوماسية المغربية، وفي إطار تنويع التحالفات والشراكات الاستراتيجية للمملكة، اتجهت نحو إقامة علاقات أوثق مع الصين، مبرزة، في هذا السياق، أن الملك توجه، الأسبوع المنصرم، إلى جمهورية الصين الشعبية في إطار زيارة رسمية، مرفوقا بوفد رفيع المستوى، حيث استقبل جلالته من طرف الرئيس شي جين بينغ، ووقع البلدان العديد من الاتفاقيات الثنائية المهمة.
وبعد أن ذكر الأكاديمي الأرجنتيني، الأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس أيرس، بأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى سنة 1958، أبرز أن الزيارة الملكية الأخيرة إلى الصين تروم إطلاق تحالف استراتيجي جديد، وإعطاء دفعة جديدة وقوية للعلاقات الاقتصادية وللمبادلات التجارية الثنائية، التي بلغت نحو 43ر3 مليار دولار خلال سنة 2015.
واضافت الوكالة أن المغرب يطمح لأن يساهم التعاون مع الصين، من خلال الاتفاقيات الجديدة الموقعة بين البلدين، في تطوير البنيات التحتية بالمملكة، لاسيما مشروع القطارات فائقة السرعة وكذا في مجال الصناعات الخضراء، كما يرغب في الظفر بحصة مهمة من أزيد من مائة مليون من السياح الصينيين الذي يغادرون بلادهم سنويا في رحلات سياحية.
وخلص الخبير الأرجنتيني المتخصص في القضايا الاستراتيجية إلى أن الزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى الصين كرست التحول المهم الذي تشهده التحالفات الدولية للمملكة، القوة الكبرى في منطقة المغرب العربي، والتوازن الاستراتيجي بالمنطقة.