أكدت صحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) الهندية، أن الزيارة التي يقوم بها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين، تعكس التوجه الجديد الذي اتخذته السياسة الخارجية للمغرب، القائم على تنويع شراكاته الاستراتيجية. وأبرزت الصحيفة، في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن جلالة الملك محمد السادس يقود سياسة خارجية ناجعة تسعى إلى منح المغرب مرونة استراتيجية أكبر، في سياق مناخ جيوسياسي متغير.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة تندرج في إطار تأكيد جلالة الملك، في خطابه السامي أمام قمة "المغرب – دول مجلس التعاون الخليجي"، التي انعقدت خلال الشهر المنصرم، على حرص المملكة نحو إرساء شراكات استراتيجية مع كل من الصينوالهند.
وأضافت أن "المغرب أدرك أنه، في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد وحيث تتشكل تحالفات جديدة وتتكون كتل وشراكات بوتيرة سريعة، يحتاج إلى أن يكون قادرا على الانخراط في مختلف الأقطاب إذا لزم الأمر ذلك، حتى لا يظل رهين تحالفات سابقة، خاصة إذا تم استخدامها ضد مصالحه الوطنية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة الملكية للصين شهدت توقيع جلالة الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ على إعلان مشترك حول إرساء علاقات استراتيجية بين البلدين، مضيفة أنه تم أيضا التوقيع على 15 اتفاقية ثنائية ومذكرات تفاهم، تشمل عددا من القطاعات مثل السياحة والبناء والبنى التحتية والسكك الحديدية والتعدين .
واعتبر كاتب المقال أن الصين تدرك جيدا الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها المغرب كبلد يقع في مفترق الطرق بين إفريقيا، لاسيما تلك الناطقة بالفرنسية، والعالم العربي، لافتا الانتباه إلى أن بكين تسعى إلى تعزيز تواجدها والاستفادة أكثر من الحضور المغربي البارز في تلك المناطق.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن تمتد هذه الشراكة الاستراتيجية لتشمل الهند، مشيرا إلى أن البلدين يتقاسمان اهتمامات مشتركة تتمثل في ضمان الاستقرار الإقليمي ومكافحة التطرف واستغلال الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة، وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة ومكافحة تغير المناخ.