أكد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون بأن زيارة الملك محمد السادس إلى الصين قد جنت ثمارا وفيرة، مشيرا إلى أن الزيارة شددت على إرادة المملكة في بناء شراكة مع دول متعددة من بينها الصين إلى جانب شركائها التقليديين، وتعد خطوة هامة لتعزيز تعاون الجنوب- الجنوب. وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحفي أقيم مساء أول أمس الخميس في بكين أن الشراكة الإستراتيجية التي أعلن عن إقامتها بين البلدين خلال هذه الزيارة سترسخ نمطا جديدا من العلاقات الثنائية وأن التعاون البراغماتي بين البلدين كونه نموذجا لتعاون الجنوب- الجنوب سيعود بالفائدة على قارة إفريقيا برمتها. وأشار مزوار حسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء إلى أن الزيارة شهدت توقيع الرئيس الصيني شي جين بينغ والملك محمد السادس على الإعلان المشترك المتعلق بإرساء شراكة إستراتيجية بين البلدين، وإبرام 14 اتفاقية تعاون بين الحكومتين و15 اتفاقية تعاون بين شركات خاصة من البلدين، وإعلان المغرب إلغاء التأشيرة للسائحين الصينيين ابتداء من أول يونيو المقبل، مؤكدا أن الجانب المغربي يولي اهتماما كبيرا بمشروعات التعاون الثنائي التى اتفق عليها خلال الزيارة إذ سيقوم العاهل المغربي بنفسه بمتابعة تنفيذها. وقال الوزير إنه تحت إطار الاتفاقيات، يمكن أن يجرى البلدان في المستقبل تعاونا في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة الجديدة والاتصالات والسيارات العاملة بالكهرباء والسياحة والتعليم والتبادل الثقافي، معربا وبشكل خاص عن ترحيبه بمشاركة شركات صينية في مشروع بناء خمس محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية. وحول مشروع التعاون في السكك الحديدية فائقة السرعة الملفت للأنظار، أشار الوزير إلى أن المشروع قد دخل مع توقيع مذكرة التفاهم الخاصة به مرحلة الإعداد والتحضير التي تقوم فيها الجهات المعنية من الجانبين بمشاورات ودراسات جدوي. وكشف عن ثلاثة خطوط تأتي في إطار هذا المشروع ألا وهي خط سكك حديدية فائق السرعة يربط بين مدينتي مراكش وأكادير، وخط سكك حديدية عادي يربط بين مدن في مدن الصحراء، وخط سكك حديدية يربط بين جنوب المغرب ودول غرب إفريقيا، مضيفا أن هذا التعاون يتناول نقل التكنولوجيا وتعليم الكفاءات والاستثمار المشترك. وأشاد “مزوار” بأداء الشركات الصينية والمستثمرين الصينيين المتواجدين في المغرب وأعرب عن تقديره لدورهم وجديتهم في العمل. ورحب بقدوم المزيد من الاستثمارات الصينية إلى بلاده التي تمتلك مزايا تتمثل من ناحية في ارتباطها باتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ودول غرب إفريقيا ومن ناحية أخرى في موقعها الجغرافي الفريد فى شمال غرب إفريقيا لتكون نقطة تواصل بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا وبين شمال إفريقيا وغربها . وأضاف الوزير بقوله أنه انطلاقا من هذا، خطط المغرب لإنشاء منطقة صناعية خاصة للشركات الصينية على مساحة تصل إلى حوالي ألف هكتار في المنطقة الشمالية من البلاد التي تعد موقعا جيدا لنقل البضائع إلى أوربا ودول غرب إفريقيا مباشرة وخلال فترة وجيزة. وأوضح الوزير أن أبرز نتائج هذه الزيارة هو قرار الملك محمد السادس رفع التأشيرة عن جميع المواطنين الصينيين بدون استثناء، مؤكدا أن هذا الإجراء يهدف إلى جذب السائحين الصينيين المتوقع أن يصل عددهم إلى 130 مليون هذا العام لزيارة المغرب كونه مقصدا سياحيا مثاليا يجمع بين مناظر طبيعية ساحرة وآثار ثقافية فريدة.