قال مسؤولان في جماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة المدعومة من إيران وخصومها السعوديين بدأوا محادثات في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في اليمن وذلك فيما يبدو أنها أكثر المحاولات جدية من الطرفين لإغلاق فصل من التنافس السعودي الإيراني الذي يعمق الاضطرابات السياسية في أنحاء الشرق الأوسط. وأضاف المسؤولان أن وفدا من جماعة الحوثي موجود في السعودية في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع الحرب العام الماضي بين قوات الحوثيين وتحالف عسكري تقوده السعودية.
وتتزامن المحادثات مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية وهي من أكثر الجبهات دموية في الصراع. كما تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.
وفيما يسلط الضوء على الخلافات الإقليمية أشار مسؤول عسكري إيراني كبير اليوم الثلاثاء إلى أن إيران قد ترسل مستشارين عسكريين لليمن لمساعدة الحوثيين.
وأشار البريجادير جنرال مسعود جزايري نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في مقابلة مع وكالة تسنيم للأنباء إلى أن إيران قد تدعم الحوثيين بنفس أسلوب دعمها لقوات الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وسئل جزايري عما إذا كانت إيران سترسل مستشارين عسكريين إلى اليمن مثلما فعلت في سوريا فقال "الجمهورية الإسلامية... تشعر بواجبها لمساعدة الشعب اليمني بأي وسيلة بوسعها ولأي مستوى ضروري."
وتتهم السعودية إيران بدعم حركة الحوثيين التي أطاحت بالحكومة المعترف بها دوليا وهو ما دفع التحالف الذي تقوده المملكة للتدخل في مارس آذار العام الماضي.
* ستة آلاف قتيل
وتقول الأممالمتحدة إن ما يقرب من ستة آلاف شخص قتلوا في الصراع الدائر في اليمن. وشرد مئات الآلاف.
وقال المسؤولان الكبيران في اللجنة الإدارية التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن إن الوفد الحوثي بدأ زيارته للسعودية أمس الاثنين تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية.
وأضاف المسؤولان أن الوفد الحوثي يقوده محمد عبد السلام المتحدث الرسمي الرئيسي باسم الجماعة والمستشار الكبير لزعيمها عبد الملك الحوثي.
ورأس عبد السلام في السابق وفودا للحوثيين في محادثات أجريت في عمان مهدت الطريق للمحادثات التي أجريت برعاية الأممالمتحدة في سويسرا العام الماضي.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية على طلبات للتعليق على ما قاله المسؤولان. ويقاتل التحالف منذ العام الماضي لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.
ولم يتسن أيضا الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية.
وشأنه شأن سوريا أصبح اليمن ساحة صراع على النفوذ بين إيران والسعودية في الشرق الأوسط يقوم على أسس طائفية إلى حد بعيد.
وتعتبر طهران الحوثيين السلطة الشرعية في اليمن لكنها تنفي تقديم أي دعم مادي لهم. ويقول الحوثيون إنهم يقاتلون في إطار ثورة على الحكومة الفاسدة وحلفائها الخليجيين.