أفادت مصادر صحفية فرنسية أن إقامة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في العيادة المتواجدة بمدينة غرونوبل، ستسغرق أكثر من أسبوع، حيث تعد المرة الثانية التي يدخل فيها بوتفليقة نفس العيادة، منذ تعرضه لجلطة في الدماغ في 27 أبريل 2013. وذكرت صحيفة "لودوفيني ليبيري"، التي تصدر بمنطقة غرونوبل، حسب "الخبر"، أن بوتفليقة "كان متواجدا، صباح الخميس، بعيادة "ألومبير" بتعاضدية المجموعة الاستشفائية لغرونوبل". ونشرت الصحيفة صورا عن الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بالمستشفى. وحسب نفس مصادر، سيخضع بوتفليقة لفحوصات بقسم أمراض القلب الذي يشرف عليه جاك مونسيغو، وهو الطبيب الممارس سابقا بالمستشفى العسكري الباريسي "فال دوغراس"، وسبق له أن عالج بوتفليقة عندما نقل إلى نفس المستشفى بعد الإصابة، ب"نوبة إقفارية" في 27 أبريل 2013، واتضح فيما بعد أنها جلطة دماغية.
ويظهر بوتفليقة (78 عاما) -الذي أصيب بجلطة دماغية في 2013- غالبا في لقطات تلفزيونية مقتضبة أو في صور تنشرها وسائل إعلام رسمية منذ فاز بفترة رئاسية رابعة العام الماضي. ويزور بوتفليقة فرنسا بين الحين والآخر لإجراء فحوص منذ مرضه. وفاز بوتفليقة بولاية جديدة في 2014 حيث وعد بالاستقرار ومواصلة السياسات الأمنية في منطقة تعصف فيها الاضطرابات بجيران يعانون من هجمات لمتشددين إسلاميين. وتحت قيادة بوتفليقة أصبحت الجزائر العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) شريكا في حملة الولاياتالمتحدة ضد المتشددين الإسلاميين في المغرب العربي وموردا أساسيا للغاز إلى أوروبا منذ انتهت حربها مع مقاتلين إسلاميين في التسعينات. ومرض بوتفليقة- الذي خاض حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا- في أوائل 2013 وسافر على عجل لفرنسا حيث قضى عدة أشهر. ويدفع الغموض بشأن الحالة الصحية لبوتفليفة معارضيه للتساؤل عما قد يحدث لاحقا ومن يحل محله إذا لم يتمكن من إكمال فترته الرئاسية وكيف سيؤثر ذلك على الإصلاحات السياسية والاقتصادية في البلاد. وفي ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية تمر الجزائر أيضا بفرتة حساسة مع تقلص إيرادات النفط- التي تشكل أكثر من نصف موارد الميزانية- بأكثر من 50 بالمئة هذا العام. ويجبر هذا الحكومة على خفض النفقات.