قالت وزارة الزراعة الروسية، الخميس، إن موسكو ستشدد إجراءات فحص الواردات الغذائية والزراعية من تركيا في أول تحرك علني لتقييد التجارة بعد إسقاط أنقرة لطائرة مقاتلة روسية. وأمرت الحكومة الروسية وكالة سلامة الغذاء بتشديد الضوابط بعد أن أظهر بحث لوزارة الزراعة أن نحو 15 بالمئة من الواردات الزراعية التركية لا تتفق مع القواعد الروسية. وتكتفي وكالة سلامة الغذاء الروسية عادة بفحص بعض شحنات الواردات. ويعني قرار البدء في فحص كل الواردات من تركيا أنها ستستمر لكنها قد تتأخر كثيرا. وغالبا ما تستخدم موسكو قواعد وكالة سلامة الغذاء في الخلافات الدبلوماسية وتفرض حظرا على واردات بعض المنتجات متذرعة بأسباب صحية. وينفي المسئولون أن إجراءات الوكالة وراءها دوافع سياسية. ولم يقدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتذارا على إسقاط الطائرة الروسية قائلا إن بلاده كانت تدافع عن أمنها و"حقوق أشقائنا في سوريا". وأوضح أن السياسة التركية لن تتغير. وعبر مسؤولون روس عن غضبهم من تصرف تركيا. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن الحكومة لا تعتزم فرض حظر على الواردات التركية. وتساهم تركيا بنحو أربعة بالمئة من إجمالي واردات الغذاء الروسية وتمدها بالفاكهة والخضراوات والمكسرات في الأساس. وتشير بيانات الجمارك إلى أن قيمة الواردات الزراعية والغذائية من تركيا بلغت مليار دولار في أول عشرة أشهر من 2015.
لكن نحو 20 بالمئة من الخضراوات التي تستهلكها روسيا تأتي من تركيا. وقال وزير الزراعة الروسي ألكسندر تكاتشيف إن أي عحز قد يتم تعويضه بإمدادات من المغرب وإيران وإسرائيل وأذربيجان. وذكر الوزير في بيان أن واردات الحمضيات قد تأتي من جنوب أفريقيا والمغرب والصين ودول أخرى إذا لزم الأمر. وسبق للسلطات الروسية أن أصدرت قرارا يقضي باستيراد الخضر والفواكه ومواد غذائية أخرى من الدول التي لم تدعم العقوبات الأميركية والأوروبية ضد موسكو، ومن بينها المغرب، ورحبت الفيدرالية المغربية لمصدري الخضر والفواكه بالقرار، مؤكدة على قدرتها على الاستجابة لاحتياجات السوق الروسية بالنسبة للعديد من المنتجات الغذائية والزراعية.