قال فلاحون بجهة سوس إن الأزمة التي تمر منها العلاقات الروسية التركية بسبب إسقاط الأتراك لمقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي، يمكن أن تكون في صالح الصادرات الفلاحية المغربية التي تضررت كثيرا بفعل التقارب الروسي التركي في السنوات الأخيرة، حيث تراجعت الصادرات المغربية نحو السوق الروسية من 60 إلى 37 بالمائة. وأوضح أحد المصدرين الفلاحيين الذي كان يتحدث في ندوة صحافية لتقديم جديد الدورة ال 13 للمعرض الدولي للخضر والفواكه "سيفيل" الذي تحتضنه مدينة أكادير بين ال 3 و6 دجنبر المقبل، أن حدث الطائرة الروسية بتركيا من شأنه أن يمكن المغرب من الاستفادة من السوق الروسية التي عرفت الصادرات الفلاحية نحوها تراجعا كبيرا وذلك لصالح الصادرات الفلاحية التركية، حيث توقع المصدر ذاته أن تنتعش الصادرات المغربية نحو روسيا في الشهور المقبلة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الفلاحة الروسي "أليكساندر تكاتشيف"، أن بلاده قد قررت تعزيز مراقبتها للمنتوجات الغذائية والفلاحية المستوردة من تركيا، مشيرا إلى إمكانية تعويضها بمنتجات دول أخرى كالمغرب، مشدد على أنه بات من المحتمل حظر استيراد المنتجات الفلاحية التركية، خاصة الخضروات، واستيرادها بالمقابل من دول أخرى كالمغرب وإيران، وفقا لما سبق وأن أكده رئيس الحكومة الروسية. وكان رئيس الوزراء الروسي "ديميتري ميدفيديف" قد أفصح أنه ثمة "احتمال بالتخلي عن عدد كامل من المشاريع المشتركة الهامة بين البلدين، وبفقدان الشركات التركية مواقعها في سوق روسيا"، وذلك بسبب تداعيات حادث إسقاط الطائرة الروسية من طرف القوات التركية. يشار إلى أن وكالة الأنباء الروسية “Ria Novosti” كانت قد نشرت الإثنين الماضي 23 نونبر 2015، تقريرا يفيد أن المغرب وروسيا بصدد الإعداد لمفاوضات تخص اتفاقية مشتركة لفتح منطقة للتبادل الحر بين البلدين، لتأتي تتويجا لتعاون اقتصادي دام سنوات، انطلقت أولى خطواته خلال زيارة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2002. وتضيف الوكالة ذاتها، أن التعاون الاقتصادي المغربي الروسي أثمر عن تفعيل العمل ب "اللجنة المشتركة المغربية الروسية"، والتي تجتمع مرة كل سنتين، لتوحيد الرؤى بين المستثمرين للدفع بالعلاقة بين البلدين وتطويرها، والتي دفعت إلى ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى حدود 5 مليارات دولار سنة 2014، لتضع المغرب كأحد أقوى الشركاء الإستراتيجيين ل "موسكو" في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط.