قال أستاذ العلوم السياسية محمد شقير إن رهان الأحزاب الأربعة القوية، "العدالة والتنمية" و"التجمع الوطني للأحرار" و"الاستقلال" و"الأصالة والمعاصرة"، كان هو التحكم في الجهات ال12، بعد صدور نتائج انتخابات الرابع من شتنبر. خصوصا أنها أول انتخابات تجرى في إطار النظام الجديد، الذي يقتضي أن تكون الجهات أكثر توسعا وأن يحظى رئيس الجهة باختصاصات أكبر. وأكد شقير في تصريح ل"الأيام 24"، أن التنافس كان بشكل كبير بين المكونات الحزبية الأربعة الكبرى وبالتالي كانت عرفت عملية التنافس احتداما، وشهدت استخدام عدة أساليب في إطار التحالفات.
وبالرغم من التقدم الكبير الذي حققه البيجيدي في عدة مدن على المستوى الجماعي، إلا أن البام استطاع أن يحصل على خمس جهات من 12 جهة، في الوقت الذي اكتفى فيه العدالة والتنمية برئاسة جهتين.
هذه النتائج، يقول المحلل السياسي، أظهرت إلى أي حد استطاع البام أن يرجح الكفة لصالحه، نظرا لأنه اعتمد على دعم التجمعيين وبعض أحزاب المعارضة. قبل أن يضيف، ليس فقط من حيتدث العدد لكن أيضا من حيث حجم بعض الجهات. فمثلا جهة الدارالبيضاء الكبرى هي انتصار كبير لحزب "الأصالة والمعاصرة"، بعد أن تمكن أمينه العام من الانفراد برئاسة الجهة.
واعتبر شقير، أن حصول البيجيدي على رئاسة جهة الرباطسلا وهي معقل للاتحاد الاشتراكي، أيضا انتصارا حققه الحزب إلى جانب نتائجه على مستوى الجماعات.
لكن البام ورغم تفاجئه بالنتائج على المستوى الجماعي، والتي أظهرت اكتساحا للبيجيدي، إلا أنه استطاع حسم المعركة لصالحه من خلال التحالفات. فالحصول على جهة الدارالبيضاء، حسب ذات المتحدث للموقع، التي تضم الشريط الممتد من سطات إلى المحمدية، وهو شريط يحتكر كل الموارد البشرية والمالية والطبيعية، يعتبر نصرا لحزب "الجرار".كما أن الحزب، يشير شقير، حصل على رئاسة جهة الشمال التي يعرف الجميع مدى أهميتها منذ تولي الملك محمد السادس الحكم.
أما جهة درعة تافيلالت التي حصل البيجيدي على رئاسته، يقول الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، فمن المعروف أنها من أفقر الجهات. ليخلص محمد شقير إلى أن انتصار "الأصالة والمعارصة" يعتبر ردا للاعتبار بعد نتائج 4 شتنبر، وأنه انتصار أقوى من الذي حققه حزب "العدالة والتنمية".