أفادت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية أن حصيلة النشر بالمغرب بلغت ما مجموعه 3833 إصدارا خلال الموسم 2016-2017، بزيادة نسبتها 16 في المائة مقارنة مع موسم 2015-2016. وأبرزت المؤسسة، في تقرير أعدته حول وضعية النشر والكتاب بالمغرب ما بين 2016 و2017، أن هذه الحصيلة تشمل 443 منشورا الكترونيا و3390 مطبوعا تتوزع ما بين 2937 كتابا و453 مجلة. وبينت أن 82ر80 في المائة من المطبوعات مكتوبة باللغة العربية، فيما بلغت نسبة المنشورات المكتوبة باللغة الفرنسية 02ر16 في المائة من حصيلة النشر العامة، ولم تتجاوز المنشورات المكتوبة بالأمازيغية عتبة 2 في المائة، والإنجليزية 7ر0 في المائة، والإسبانية 51ر0 في المائة. وأظهرت المؤسسة في تقريرها، الذي اعتمد في صياغته على المعطيات البيبليوغرافية التي توفرها قاعدة بيانات المؤسسة، أن هناك خمسة مجالات معرفية هيمنت على حركية النشر بالمغرب في الموسم 2016-2017، وتهم الإنتاج الأدبي والقانون والتاريخ والدراسات الأدبية والدراسات الإسلامية. وهكذا وصل عدد العناوين الأدبية (رواية، قصة، شعر، مسرح…) إلى 710 عنوانا ما يعادل 17ر24 في المائة من مجموع الإصدارات، مقابل 429 عنوانا في المجال القانوني (61ر14 في المائة)، و366 عنوانا في مجال التاريخ (46ر12 في المائة)، و283 عنوانا في الدراسات الأدبية (64ر9 في المائة)، و271 عنوانا في الدراسات الإسلامية (23ر9 في المائة) . وفيما يخص توزيع المؤلفين حسب النوع الاجتماعي، أبان التقرير عن أن التأليف والنشر في المغرب ما يزال يتسم بالذكورية، إذ أن 86 في المائة من الإصدارات تعود لمؤلفين ذكور، وذلك رغم الاتساع التدريجي لولوج الفتيات للتعليم الجامعي، خصوصا في المجالات التي شكلت موضوع التقرير. وبالمقابل، أوضح المصدر ذاته أن فحص العناوين الصادرة لكاتبات مغربيات خلال 2016-2017، أظهر أن التأليف النسائي يتركز أساسا في مجالات الأدب (181 عملا أدبيا)، والقانون (60 عنوانا)، والتاريخ (53 عنوانا)، في حين يضعف الإنتاج المعرفي النسائي في مجالات أخرى، منها على الخصوص الفلسفة والجغرافيا والتربية. وبخصوص الفاعلين في مجال النشر، ذكر التقرير أن الناشرين المهنيين يشكلون 75 في المائة من إجمالي الناشرين، ملاحظا ارتفاع نسبة النشر على نفقة المؤلف التي بلغت 25 في المائة (718 عنوانا)، معتبرا أن هذه النسبة تبقى دالة، وتؤكد ضعف هيكلة قطاع النشر بالمغرب. ويصل مجموع ما أصدره الناشرون المهنيون الخواص إلى 1248 عنوانا أي 43 في المائة من مجموع المنشورات السنوية، فيما بلغت إصدارات الناشرين المؤسساتيين 971 عنوانا (33 في المائة من حصيلة النشر السنوي)، علما أن من بين هذه المؤسسات لا توجد سوى مؤسسة جامعية واحدة هي جامعة ابن زهر بأكادير. ولاحظ التقرير تمركز عدد كبير من المطابع بمحور الدارالبيضاء-الرباط، إذ أن أكثر من 66 في المائة من المنشورات الصادرة ما بين 2016و2017 هي من إنتاج مطابع تشتغل بجهتي الرباط-سلا-القنيطرةوالدارالبيضاء-سطات. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير السنوي تناول وضعية النشر والكتاب خلال الموسم الثقافي 2016-2017 في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، معتمدا قاعدة المعطيات التي تتوفر عليها المؤسسة، والتي تيم تطويرها بناء على عملية اقتناء يومية لما يتم إصداره بمختلف مدن المملكة.